خيلا إلى المربد ليأتوه بي فجاء رجل من بنى الهجيم على فرس قال أتيت فالنجاء وأردفني خلفه وركض حتى تغيب وجاءت الخيل وقد سبقت فأخذ زياد عمين لي ذهيلا والزحاف ابني صعصعة وكانا في الديوان على ألفين ألفين وكانا معه فحبسهما فأرسلت إليها إن شئتما أتيتكما فبعثا إلى لا تقربنا إنه زياد وما عسى أن يصنع بنا ولم نذنب ذنبا فمكثا أياما ثم كلم زياد فيهما فقالوا شيخان سامعان مطيعان ليس لهما ذنب مما صنع غلام أعرابي من أهل البادية فخلى عنهما فقالا لي أخبرنا بجميع ما أمرك أبوك من ميرة أو كسوة فخبرتهما به أجمع فاشترياه وانطلقت حتى لحقت بغالب وحملت ذلك معي أجمع فأتيته وقد بلغه خبري فسألني كيف صنعت فأخبرته بما كان قال وإنك لتحسن مثل هذا ومسح رأسي ولم يكن يومئذ يقول الشعر وإنما قال الشعر بعد ذلك فكانت في نفس زياد عليه ثم وفد الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة من بنى ربيعة بن كعب بن سعد والجون بن قتادة العبشمي والحتات ابن يزيد أبو منازل أحد بنى حوى بن سفيان بن مجاشع إلى معاوية بن أبي سفيان فأعطى كل رحل منهم مائة ألف وأعطى الحتات سبعين ألفا فلما كانوا في الطريق سأل بعضهم بعضا فأخبروه بجوائزهم فكان الحتات أخذ سبعين ألفا فرجع إلى معاوية فقال ما ردك يا أبا منازل قال فضحتني في بنى تميم أما حسبي بصحيح أو لست ذا سن أو لست مطاعا في عشيرتي فقال معاوية بلى قال فما بالك خسست بي دون القوم فقال إني اشتريت من القوم دينهم ووكلتك إلى دينك ورأيك في عثمان ابن عفان وكان عثمانيا فقال وأنا فاشتر منى ديني فأمر له بتمام جائزة القوم وطعن في جائزته فحبسها معاوية فقال الفرزدق في ذلك أبوك وعمى يا معاوى أورثا * تراثا فيحتاز التراث أقاربه فما بال ميراث الحتات أخذته * وميراث حرب جامد لك ذائبه فلولا كأن الامر في جاهلية * علمت من المرء القليل حلائبه ولو كان في دين سوى ذا شنئتم * لنا حقنا أو غص بالماء شاربه ولو كان إذ كنا وفى الكف بسطة * لصمم عضب فيك ماض مضاربه
(١٨٠)