فقال له قبيصة بن ذؤيب أذكرك الله عز وجل أن تفعل هذا وأن تحوله إن أمير المؤمنين معاوية حركه فكسفت الشمس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف على منبري آثما فليتبوأ مقعده من النار فتخرجه من المدينة وهو مقطع الحقوق بينهم بالمدينة فأقصر عبد الملك عن ذلك وكف عن أن يذكره فلما كان الوليد وحج هم بذلك وقال خبراني عنه وما أراني الا سأفعل فأرسل سعيد بن المسيب إلى عمر بن عبد العزيز فقال كلم صاحبك يتق الله عز وجل ولا يتعرض لله سبحانه ولسخطه فكلمه عمر بن عبد العزير فأقصر وكف عن ذكره فلما حج سليمان بن عبد الملك أخبره عمر ابن عبد العزيز بما كان الوليد هم به وإرسال سعيد بن المسيب إليه فقال سليمان ما كنت أحب أن يذكر هذا عن أمير المؤمنين عبد الملك ولا عن الوليد هذا مكابرة وما لنا ولهذا أخذنا الدنيا فهي في أيدينا ونريد أن نعمد إلى علم من أعلام الاسلام يوفد إليها فنحمله إلى ما قبلنا هذا ما لا يصلح (وفيها) عزل معاوية بن خديج عن مصر وولى مسلمة بن مخلد مصر وإفريقية وكان معاوية بن أبي سفيان قد بعث قبل أن يولى مسلمة مصر وإفريقية عقبة بن نافع الفهري إلى إفريقية فافتتحها واختط قيروانها وكان موضعه غيضة فيما زعم محمد بن عمر لا يرام من السباع والحيات وغير ذلك من الدواب فدعا الله عز وجل عليها فلم يبق منها شئ إلا خرج هاربا حتى إن السباع كانت تحمل أولادها قال محمد بن عمر حدثني موسى بن علي عن أبيه قال نادى عقبة بن نافع إنا نازلون فاظعنوا عزين فخرجن من حجرتهن هوارب قال وحدثني المفضل بن فضالة عن زيد بن أبي حبيب عن رجل من جند مصر قال قدمنا مع عقبة بن نافع وهو أول الناس اختطها وقطعها للناس مساكن ودورا وبنى مسجدها فأقمنا معه حتى عزل وهو خير وال وخير أمير ثم عزل معاوية في هذه السنة أعنى سنة 50 معاوية بن خديج مصر وعقبة ابن نافع عن أفريقية وولى مسلمة بن مخلد مصر والمغرب كله فهو أول من جمع له المغرب كله ومصر وبرقة وإفريقية وطرابلس فولى مسلمة بن مخلد مولى له يقال له أبو المهاجر أفريقية وعزل عقبة بن نافع وكشفه عن أشياء فلم يزل واليا على
(١٧٨)