فذلك ليلة الهرير (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن نويرة عن عمه أنس بن الحليس قال شهدت ليلة الهرير فكان صليل الحديد فيها كصوت القيون ليلتهم حتى الصباح أفرغ عليهم الصبر إفراغا وبات سعد بليلة لم يبت بمثلها ورأى العرب والعجم أمرا لم يروا مثله قط وانقطعت الأصوات والاخبار عن رستم وسعد وأقبل سعد على الدعاء حتى إذا كان وجه الصبح انتهى الناس فاستدل بذلك على أنهم الأعلون وأن الغلبة لهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عمرو بن محمد عن الأعور بن بيان المنقري قال أول شئ سمعه سعد ليلتئذ مما يستدل به على الفتح في نصف الليل الباقي صوت القعقاع بن عمرو وهو يقول نحن قتلنا معشرا وزائدا * أربعة وخمسة وواحدا نحسب فوق اللبد الأساودا * حتى إذا ماتوا دعوت جاهدا الله ربي واحترزت عامدا (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عمرو عن الأعور ومحمد عن عمه والنضر عن ابن الرفيل قالوا اجتلدوا تلك الليلة من أولها حتى الصباح لا ينطقون كلامهم الهرير فسميت ليلة الهرير (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عمرو بن الريان عن مصعب بن سعد قال بعث سعد في تلك الليلة بجادا وهو غلام إلى الصف إذ لم يجد رسولا فقال انظر ما ترى من حالهم فرجع فقال ما رأيت أي بني قال رأيتهم يلعبون فقال أو يجدون (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن جرير العبدي عن عابس الجعفي عن أبيه قال كانت بإزاء جعفي يوم عماس كتيبة من كتائب العجم عليهم السلاح التام فازدلفوا لهم فجالدوهم بالسيوف فرأوا أن السيوف لا تعمل في الحديد فارتدعوا فقال حميضة ما لكم قالوا لا يجوز فيهم السلاح قال كما أنتم حتى أريكم انظروا فحمل على رجل منهم فدق ظهره بالرمح ثم التفت إلى أصحابه فقال ما أراهم إلا يموتون دونكم فحملوا عليهم فأزالوهم إلى صفهم (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن مجالد عن الشعبي قال لا والله ما شهدها من كندة خاصة إلا سبعمائة وكان بإزائهم ترك
(٦٧)