والله لا يفلح أهل فارس بعد رستم الا من دخل في هذا الامر منهم فأسلموا وخرج صبيان العسكر في القتلى ومعهم الأداوى يسقون من به رمق من المسلمين ويقتلون من به رمق من المشركين وانحدروا من العذيب مع العشاء قال وخرج زهرة في طلب الجالنوس وخرج القعقاع وأخوه وشرحبيل في طلب من ارتفع وسفل فقتلوهم في كل قرية وأجمة وشاطئ نهر ورجعوا فوافوا صلاة الظهر وهنأ الناس أميرهم وأثنى على كل حي خيرا وذكره منهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن سعيد بن المرزبان قال خرج زهرة حتى أدرك الجالنوس ملكا من ملوكهم بين الخرارة والسيلحين وعليه يارقان وقلبان وقرطان على برذون له قد خضد فحمل عليه فقتله قال والله إن زهرة يومئذ لعلى فرس له ما عنانها إلا من حبل مضفور كالمقود وكذلك حزامها شعر منسوج فجاء بسلبه إلى سعد فعرف الأسارى الذين عند سعد سلبه فقالوا هذا سلب الجالنوس فقال له سعد هل أعانك عليه أحد قال نعم قال من قال فنفله الله سلبه (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن عبيدة عن إبراهيم قال كان سعد استكثر له سلبه فكتب فيه إلى عمر فكتب إليه عمر إني قد نفلت من قتل رجلا سلبه فدفعه إليه فباعه بسبعين ألفا * وعن سيف عن البرمكان والمجالد عن الشعبي قال لحق به زهرة فرفع له الكرة فما يخطئها بنشابة فالتقيا فضربه زهرة فجد له ولزهرة يومئذ ذؤابة وقد سود في الجاهلية وحسن بلاؤه في الاسلام وسابقة وهو يومئذ شاب فتدرع زهرة ما كان على الجالنوس فبلغ بضعة وسبعين ألفا فلما رجع إلى سعد نزع سلبه وقال ألا انتظرت اذني وتكاتبا فكتب عمر إلى سعد تعمد إلى مثل زهرة وقد صلى بمثل ما صلى به وقد بقى عليك من حربك ما بقى تكسر قرنه وتفسد قلبه امض له سلبه وفضله على أصحابه عند العطاء بخمسمائة * وعن سيف عن عبيد عن عصمة قال كتب عمر إلى سعد أنا أعلم بزهرة منك وان زهرة لم يكن ليغيب من سلب سلبه شيئا فإن كان الذي سعى به إليك كاذبا فلقاه الله مثل زهرة في عضديه يارقان وإني قد نفلت كل من قتل رجلا سلبه فدفعه إليه فباعه بسبعين ألفا * وعن سيف عن عبيدة عن إبراهيم وعامر أن
(٧١)