فزاحفتهم الزحوف وثار بهم أهل الذمة فخرج المثنى بالناس حتى ينزل العراق ففرقهم فيه من أوله إلى آخره فأقاموا ما بين غضى إلى القطقطانة مسالحه وعادت مسالح كسرى وثغوره واستقر أمر فارس وهم في ذلك هائبون مشفقون والمسلمون متدفقون قد ضروا بهم كالأسد ينازع فريسته ثم يعاود الكر وأمراؤهم يكفكفونهم لكتاب عمر وإمداد المسلمين (كتب إلي السري) بن يحيى عن شعيب بن إبراهيم عن سيف بن عمر عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد قال قد كان أبو بكر استعمل سعدا على صدقات هوازن بنجد فأقره عمر وكتب إليه فيمن كتب إليه من العمال حين استنفر الناس أن ينتخب أهل الخيل والسلاح ممن له رأي ونجدة فرجع إليه كتاب سعد بمن جمع الله له من ذلك الضرب فوافق عمر وقد استشارهم في رجل فأشاروا عليه به عند ذكره (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة بإسنادهما قالا كان سعد بن أبي وقاص على صدقات هوازن فكتب إليه عمر فيمن كتب إليه بانتخاب ذوي الرأي والنجدة ممن كان له سلاح أو فرس فجاءه كتاب سعد إني قد انتخبت لك ألف فارس (مؤد)؟ كلهم له نجدة ورأي وصاحب حيطة يحوط حريم قومه ويمنع ذمارهم إليهم انتهت أحسابهم ورأيهم فشأنك بهم ووافق كتابه مشورتهم فقالوا قد وجدته قال فمن قالوا الأسد عاديا قال من قالوا سعد فانتهى إلى قولهم فأرسل إليه فقدم عليه فأمره على حرب العراق وأوصاه فقال يا سعد سعد بنو وهيب لا يغرنك من الله إن قيل خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب رسول الله فإن الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ ولكنه يمحو السيئ بالحسن فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء الله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة فانظر الامر الذي رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليه منذ بعث إلى أن فارقنا فالزمه فإنه الامر هذه عظتي إياك إن تركتها ورغبت عنها حبط عملك وكنت من الخاسرين ولما أراد أن يسرحه دعاه فقال إني قد وليتك حرب العراق فاحفظ وصيتي فإنك تقدم على أمر شديد كريه لا يخلص منه إلا
(٤)