الحق فعود نفسك ومن معك الخير واستفتح به وأعلم أن لكل عادة عتادا فعتاد الخير الصبر فالصبر الصبر على ما أصابك أو نابك يجتمع لك خشية الله واعلم أن خشية الله تجتمع في أمرين في طاعته واجتناب معصيته وإنما أطاعه من أطاعه ببغض الدنيا وحب الآخرة وعصاه من عصاه بحب الدنيا وبغض الآخرة وللقلوب حقائق ينشئها الله إنشاء منها السر ومنها العلانية فأما العلانية فأن يكون حامده وذامه في الحق سواء وأما السر فيعرف بظهور الحكمة من قلبه على لسانه وبمحبة الناس فلا تزهد في التحبب فان النبيين قد سألوا محبتهم وإن الله إذا أحب عبدا حببه وإذا أبغض عبدا بغضه فاعتبر منزلتك عند الله تعالى بمنزلتك عند الناس ممن يشرع معك في أمرك ثم سرحه فيمن اجتمع إليه بالمدينة من نفير المسلمين فخرج سعد بن أبي وقاص من المدينة قاصدا العراق في أربعة آلاف ثلاثة ممن قدم عليه من اليمن والسراة وعلى أهل السروات حميضة بن النعمان بن حميضة البارقي وهم بارق وألمع وغامد وسائر إخوتهم في سبعمائة من أهل السراة وأهل اليمن ألفان وثلاثمائة منهم النخع بن عمرو وجميعهم يومئذ أربعة آلاف مقاتلتهم وذراريهم ونساؤهم وأتاهم عمر في عسكرهم فأرادهم جميعا على العراق فأبوا إلا الشأم وأبى إلا العراق فسمح نصفهم فأمضاهم نحو العراق وأمضى النصف الآخر نحو الشأم (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن حنش النخعي عن أبيه وغيره منهم أن عمر أتاهم في عسكرهم فقال إن الشرف فيكم يا معشر النخع لمتريع سيروا مع سعد فنزعوا إلى الشأم وأبى إلا العراق وأبوا الا الشأم فسرح نصفهم إلى الشام ونصفهم إلى العراق (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة والمستنير وحنش قالوا وكان فيهم من حضرموت والصدف ستمائة عليهم شداد بن ضمعج وكان فيهم ألف وثلثمائة من مذحج على ثلاثة رؤساء عمرو بن معديكرب على بني منبه وأبو سبرة بن ذؤيب على جعفي ومن في حلف جعفي من إخوة جزء وزبيدة وأنس الله ومن لفهم ويزيد بن الحارث الصدائي على صداء وجنب ومسلية في ثلثمائة هؤلاء شهدوا من مذحج فيمن خرج من المدينة مخرج سعد منها وخرج معه من
(٥)