كون يكون فيفض الله به كل جند عظيم شديد ويفتح به كل حصن حصين ومن يليه فرموا حصونكم وأعدوا واستعدوا فكأنكم بالعرب قد وردوا بلادكم وقارعوكم عن أرضكم وأبناءكم وقد كان من رأيي مدافعتهم ومطاولتهم حتى تعود سعودهم نحوسا فأبى الملك (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن الصلت بن بهرام عن رجل أن يزدجرد لما أمر رستم بالخروج من ساباط كتب إلى أخيه بنحو من الكتاب الأول وزاد فيه فإن السمكة قد كدرت الماء وأن النعائم قد حسنت وحسنت الزهرة واعتدل الميزان وذهب بهرام ولا أرى هؤلاء القوم إلا سيظهرون علينا ويستولون على ما يلينا وان أشد ما رأيت أن الملك قال لتسيرن إليهم أو لأسيرن إليهم أنا بنفسي فأنا سائر إليهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن النضر بن السري عن ابن الرفيل عن أبيه قال كان الذي جرأ يزدجرد على ارسال رستم غلام جابان منجم كسرى وكان من أهل فرات بادقلى فأرسل إليه فقال ما ترى في مسير رستم وحرب العرب اليوم فخافه على الصدق فكذبه وكان رستم يعلم نحوا من علمه فثقل عليه مسيره لعلمه وخف على الملك لما غره منه وقال إني أحب أن تخبرني بشئ أراه أطمئن به إلى قولك فقال الغلام لزرنا الهندي أخبره فقال سلني فسأله فقال أيها الملك يقبل طائر فيقع على إيوانك فيقع منه شئ في فيه هاهنا وخط دارة فقال العبد صدق والطائر غراب والذي في فيه درهم وبلغ جابان أن الملك طلبه فأقبل حتى دخل عليه فسأله عما قال غلامه فحسب فقال صدق ولم يصب هو عقعق والذي في فيه درهم فيقع منها على هذا المكان وكذب زرنا ينزو الدرهم فيستقر هاهنا ودور دارة أخرى فما قاموا حتى وقع على الشرفات عقعق فسقط منها الدرهم في الخط الأول فنزا فاستقر في الخط الآخر ونافر الهندي جابان حيث خطأه فأتيا ببقرة نتوج فقال الهندي سخلتها غراء سوداء فقال جابان كذبت بل سوداء صبغاء فخرت البقرة فاستخرجت سخلتها فإذا هي ذنبها بين عينيها فقال جابان من هاهنا أتى زرنا وشجعاه على إخراج رستم فأمضاه وكتب جابان إلى جشنسماه أن أهل فارس قد زال أمرهم وأديل عدوهم عليهم
(٢٣)