فصبحوا العسكر فقسم السمك بين الناس سعد وقسم الدواب ونفل الخمس إلا ما رد على المجاهدين منه وأسهم على السبي وهذا يوم الحيتان وقد كان الآزاذمرد ابن الآزاذبه خرج في الطلب فعطف عليه سواد وفوارس معه فقاتلهم على قنطرة السيلحين حتى عرفوا أن الغنيمة قد نجت ثم اتبعوها فأبلغوها المسلمين وكانوا انما يقرمون إلى اللحم فاما الحنطة والشعير والتمر والحبوب فكانوا قد اكتسبوا منها ما اكتفوا به لو أقاموا زمانا فكانت السرايا انما تسرى للحوم ويسمون أيامها بها ومن أيام اللحم بوم الأباقر ويوم الحيتان وبعث مالك بن ربيعة بن خالد التميمي تيم الرباب ثم الواثلي ومعه المساور بن النعمان التيمي ثم الربيعي في سرية أخرى فأغارا على الفيوم فأصابا إبلا لبني تغلب والنمر فشلاها ومن فيها فغدوا بها على سعد فنحرت الإبل في الناس وأخصبوا وأغار على النهرين عمرو بن الحارث فوجدوا على باب ثوراء مواشي كثيرة فسلكوا أرض شيلى وهي اليوم نهر زياد حتى أتوا بها العسكر وقال عمر وليس بها يومئذ الا نهران وكان بين قدوم خالد العراق ونزول سعد القادسية سنتان وشئ وكان مقام سعد بها شهرين وشيئا حتى ظفر قال والاسناد الأول وكان من حديث فارس والعرب بعد البويب ان الانوشجان ابن الهربذ خرج من سواد البصرة يريد أهل غضى فاعترضه أربعة نفر على أفناء تميم وهم بإزائهم المستورد وهو على الرباب وعبد الله بن زيد يسانده الرباب بينهما وجزء بن معاوية وابن النابغة يسانده سعد بينهما والحسن بن نيار والأعور ابن بشامة يسانده على عمرو والحصين بن معبد والشبه على حنظلة فقتلوه دونهم وقدم سعد فانضموا إليه هم وأهل غضى وجميع تلك الفرق (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وعمرو بإسنادهم قالوا وعج أهل السواد إلى يزدجرد بن شهريار وأرسلوا إليه أن العرب قد نزلوا القادسية بأمر ليس يشبه الا الحرب وان فعل العرب مذ نزلوا القادسية لا يبقى عليه شئ وقد أحربوا ما بينهم وبين الفرات وليس فيما هنالك أنيس إلا في الحصون وقد ذهب الدواب وكل شئ لم يحتمله الحصون من الأطعمة ولم يبق إلا أن يستنزلونا
(٢٠)