وذهب ملك المجوسية وأقبل ملك العرب وأديل دينهم فاعتقد منهم الذمة ولا تخلبنك الأمور والعجل العجل قبل أن تؤخذ فلما وقع الكتاب إليه خرج حشنسماه إليهم حتى أتى المعنى وهو في خيل بالعتيق وأرسله إلى سعد فاعتقد منه على نفسه وأهل بيته ومن استجاب له ورده وكان صاحب أخبارهم وأهدى للمعنى فالوذق فقال لامرأته ما هذا فقالت أظن البائسة امرأته أراغت العصيدة فأخطأتها فقال المعنى بؤسا لها (كتاب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد وعمرو باسنادهم قالوا لما فصل رستم من ساباط لقيه جابان على القنطرة فشكا إليه وقال ألا ترى ما أرى فقال له رستم أما أنا فأقاد بخشاش وزمام ولا أجد بدا من الانقياد وأمر الجالنوس حتى قدم الحيرة فمضى واضطرب فسطاطه بالنجف وخرج رستم حتى ينزل بكوثي وكتب إلى الجالنوس والآزاذمرد أصيبا لي رجلا من العرب من جند سعد فركبا بأنفسهما طليعة فأصابا رجلا فبعثا به إليه وهو بكوثي فاستخبره ثم قتله (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن النضر بن السري عن ابن الرفيل عن أبيه قال لما فصل رستم وأمر الجالنوس بالتقدم إلى الحيرة أمره أن يصيب له رجلا من العرب فخرج هو والآزاذمرد سرية في مائة حتى انتهيا إلى القادسية فأصابا رجلا دون قنطرة القادسية فاختطفاه فنفر الناس فأعجزوهم إلا ما أصاب المسلمون في أخرياتهم فلما انتهيا إلى النجف سرحا به إلى رستم وهو بكوثي فقال له رستم ما جاء بكم وماذا تطلبون قال جئنا نطلب موغود الله قال وما هو قال أرضكم وأبناؤكم ودماؤكم إن أبيتم أن تسلموا قال رستم فإن قتلتم قبل ذلك قال في موعود الله ان من قتل منا قبل ذلك أدخله الجنة وأنجز لمن بقى منا ما قلت لك فنحن على يقين فقال رستم قد وضعنا إذا في أيديكم قال ويحك يا رستم إن أعمالكم وضعتكم فأسلمكم الله بها فلا يغرنك ما ترى حولك فإنك لست تجاول الانس إنما تجاول القضاء والقدر فاستشاط غضبا فأمر به فضربت عنقه وخرج رستم من كوثي حتى ينزل ببرس فغصب أصحابه الناس أموالهم ووقعوا على النساء وشربوا الخمور فضج العلوج إلى رستم وشكوا إليه ما يلقون في أموالهم وأبنائهم فقام فيهم فقال يا معشر
(٢٤)