أن يسير من النجف فسار في المقدمات فنزل فيما بين النجف والسيلحين وارتحل رستم فنزل النجف وكان بين خروج رستم من المدائن وعسكرته بساباط وزحفه منها إلى أن لقى سعدا أربعة أشهر لا يقدم ولا يقاتل رجاء أن يضجروا بمكانهم وأن يجهدوا فينصرفوا وكره قتالهم مخافة أن يلقى ما لقى من قبله وطاولهم لولا ما جعل الملك يستعجله وينهضه ويقدمه حتى اقتحمه فلما نزل رستم النجف عادت عليه الرؤيا فرأى ذلك الملك ومعه النبي صلى الله عليه وسلم وعمر فأخذ الملك سلاح أهل فارس فختمه ثم دفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأصبح رستم فازداد حزنا فلما رأى الرفيل ذلك رغب في الاسلام فكانت داعيته إلى الاسلام وعرف عمر أن القوم سيطاولونهم فعهد إلى سعد وإلى المسلمين أن ينزلوا حدود أرضهم وأن يطاولوهم أبدا حتى ينغضوهم فنزلوا القادسية وقد وطنوا أنفسهم على الصبر والمطاولة وأبى الله إلا أن يتم نوره فأقاموا واطمأنوا فكانوا يغيرون على السواد فانتسفوا ما حولهم فحووه وأعدوا للمطاولة وعلى ذلك جاؤوا أو يفتح الله عليهم وكان عمر يمدهم بالأسواق إلى ما يصيبون فلما رأى ذلك الملك ورستم وعرفوا حالهم وبلغهم عنهم فعلهم علم أن القوم غير منتهين وأنه إن أقام لم يتركوه فرأى أن يشخص رستم ورأى رستم أن ينزل بين العتيق والنجف ثم يطاولهم مع المنازلة ورأى أن ذلك أمثل ما هم فاعلون حتى يصيبوا من الاحجام حاجتهم أو تدور لهم سعود (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم قالوا وجعلت السرايا تطوف ورستم بالنجف والجالنوس بين النجف والسيلحين وذو الحاجب بين رستم والجالنوس والهرمزان ومهران على مجنبتيه والبيرزان على ساقته وزاذ ابن بهيش صاحب فرات سريا على الرجالة وكنارى على المجردة وكان جنده مائة وعشرين ألفا ستين ألف متبوع مع الرجل الشاكري ومن الستين ألفا خمسة عشر ألف شريف متبوع وقد تسلسلوا وتقارنوا لتدور عليهم رحى الحرب (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن قيس عن موسى بن طريف قال قال الناس لسعد لقد ضاق بنا المكان فأقدم فزبر من كلمه بذلك وقال إذا
(٢٦)