خلوا قريشا إذا أبوا إلا الخروج من دار الهجرة وفراق أهل العلم بالامرة ترتق فتقها وتشعب صدعها فإن فعلت فلأنفسها سعت وإن أبت فعلى أنفسها منت سمنها تهريق في أديمها استنصحوني ولا تستغشوني وأطيعوني يسلم لكم دينكم ودنياكم ويشقى بحر هذه الفتنة من جناها فقام زيد فشال يده المقطوعة فقال يا عبد الله بن قيس رد الفرات عن دراجه اردده من حيث يجئ حتى يعود كما بدأ فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد فدع عنك ما لست مدركه ثم قرأ " آلم أحسب الناس أن يتركوا " إلى آخر الآيتين سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق فقام القعقاع بن عمرو فقال إني لكم ناصح وعليكم شفيق أحب أن ترشدوا ولأقولن لكم قولا هو الحق أما ما قال الأمير فهو الامر لو أن إليه سبيلا وأما ما قال زيد فزيد في هذا الامر فلا تستنصحوه فإنه لا يتنزع أحد من الفتنة طعن فيها وجرى إليها والقول الذي هو القول أنه لابد من إمارة تنظم الناس وتزع الظالم وتعز المظلوم وهذا علي يلي بما ولى وقد أنصف في الدعاء وإنما يدعو إلى الاصلاح فانفروا وكونوا من هذا الامر بمرأى ومسمع وقال سيحان أيها الناس إنه لابد لهذا الامر وهؤلاء الناس من وال يدفع الظالم ويعز المظلوم ويجمع الناس وهذا واليكم يدعوكم لينظر فيما بينه وبين صاحبيه وهو المأمون على الأمة الفقيه في الدين فمن نهض إليه فإنا سائرون معه ولان عمار بعد نزوته الأولى فلما فرغ سيحان من خطبته تكلم عمار فقال هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنفركم إلى زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى طلحة والزبير وإني أشهد أنها زوجته في الدنيا والآخرة فانظروا ثم انظروا في الحق فقاتلوا معه فقال رجل يا أبا اليقظان لهو مع من شهدت له بالجنة على من لم تشهد له فقال الحسن اكفف عنا يا عمار فإن للاصلاح أهلا وقام الحسن بن علي فقال يا أيها الناس أجيبوا دعوة أميركم وسيروا إلى إخوانكم فإنه سيوجد لهذا الامر من ينفر إليه والله لان يليه أولوا النهى أمثل في العاجلة وخير في العاقبة فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم فسامح الناس وأجابوا ورضوا به وأتى قوم من
(٤٩٩)