لسنتين من إمارة عثمان وكان عمرو بن العاص على مصر زمان عمر مجتمعة له فأقره عثمان صدرا من إمارته رجع الحديث إلى حديث الواقدي عن خبر الغزوتين اللتين ذكرتهما إن أهل الشام خرجوا عليهم معاوية بن أبي سفيان وعلى أهل البحر عبد الله ابن سعد بن أبي سرح وقال وخرج عامئذ قسطنطين بن هرقل لما أصاب المسلمون منه بإفريقية فخرجوا في جمع لم يجتمع للروم مثله قط منذ كان الاسلام فخرجوا في خمسمائة مركب فالتقوا هم وعبد الله بن سعد فأمن بعضهم بعضا حتى قرنوا بين سفن المسلمين وأهل الشرك بين صواريها * قال ابن عمر حدثني عيسى بن علقمة عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن مالك بن أوس بن الحدثان قال كنت معهم فالتقينا في البحر فنظرنا إلى مراكب ما رأينا مثلها قط وكانت الريح علينا فأرسينا ساعة وأرسوا قريبا منا وسكنت الريح عنا فقلنا الامن بيننا وبينكم قالوا ذلك لكم ولنا منكم ثم قلنا إن أحببتم فالساحل حتى يموت الأعجل منا ومنكم وإن شئتم فالبحر قال فنخروا نخرة واحدة وقالوا الماء فدنونا منهم فربطنا السفن بعضها إلى بعض حتى كنا يضرب بعضنا بعضا على سفننا وسفنهم فقاتلنا أشد القتال ووثبت الرجال على الرجال يضطربون بالسيوف على السفن ويتواجؤن بالخناجر حتى رجعت الدماء إلى الساحل تضربها الأمواج وطرحت الأمواج جثث الرجال ركاما * قال ابن عمر فحدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عمن حضر ذلك اليوم قال رأيت الساحل حيث تضرب الريح الموج وإن عليه لمثل الظرب العظيم من جثث الرجال وإن الدم الغالب على الماء ولقد قتل يومئذ من المسلمين بشر كثير وقتل من الكفار ما لا يحصى وصبروه يومئذ صبرا لم يصبروا في موطن قط ثم أنزل الله نصره على أهل الاسلام وانهزم القسطنطين مدبرا فما انكشف إلا لما أصابه من القتل والجراح ولقد أصابه يومئذ جراحات مكث منها حينا جريحا قال ابن عمر حدثني سالم مولى أم محمد عن خالد بن أبي عمران عن حنش بن عبد الله الصنعاني قال كان أول ما سمع من محمد بن أبي حذيفة حين ركب الناس بحر سنة 31 لما
(٣٤٠)