سوء العذاب وظلمهم واعتدى عليهم وغصبهم أموالهم في غير حله بسبب بقايا الخراج واستفسدهم بذلك وضيق عليهم المعاش وبغض إليهم كسرى وملكه * وحدثت عن هشام بن محمد أنه قال كان ابرويز كسرى هذا قد جمع من الأموال ما لم يجمع أحد من الملوك وبلغت خيله القسطنطينية وأفريقية وكان يشتو بالمدائن ويتصيف ما بينها وبين همذان وكان يقال إنه كانت له اثنتا عشرة ألف امرأة وجارية وألف فيل إلا واحدا وخمسون ألف دابة بين فرس وبرذون وبغل وكان أرغب الناس في الجوهر والأواني وغير ذلك وأما غير هشام فإنه قال كان في قصره ثلاثة آلاف امرأة يطأهن وألوف جوار اتخذهن للخدمة والغناء وغير ذلك وثلاثة آلاف رجل يقومون بخدمته وكانت له ثمانية آلاف وخمسمائة دابة لمركبه وسبعمائة وستون فيلا واثنا عشر ألف بغل لثقله وأمر فبنيت بيوت النيران وأقام فيها اثنى عشر ألف هربذ للزمزمة وانه أمر أن يحصى ما اجتبى من خراج بلاده وتوابعه وسائر أبو أب المال سنة ثماني عشرة من ملكه فرفع إليه أن الذي اجتبى في تلك السنة من الخراج وسائر أبو ابه من الورق أربعمائة ألف ألف مثقال وعشرون ألف ألف مثقال يكون ذلك وزن سبعة وستمائة ألف ألف درهم وأمر فحول إلى بيت مال بنى بمدينة طيسبون وسماه بهار حفرد خسرو وأموال له أخرى من ضرب فيروز بن بزدجرد وقباذ بن فيروذ اثنى عشر ألف بدرة في كل بدرة منها من الورق أربعة آلاف مثقال يكون جميع ذلك ثمانية وأربعين ألف ألف مثقال وهو وزن سبعة ثمانية وستون ألف ألف وخمسمائة ألف وأحد وسبعون ألفا وأربعمائة وعشرون درهما ونصف وثلث ثمن درهم في أنواع لا يحصى مبلغها إلا الله من الجواهر والكسي وغير ذلك وان كسرى احتقر الناس واستخف بما لا يستخف به الملك الرشيد الحازم وبلغ من عتوه وجرأته على الله أنه أمر رجلا كان على حرس بابه الخاصة يقال له زاذان فروخ أن يقتل كل مقيد في سجن من سجونه فأحصوا فبلغوا ستة وثلاثين ألفا فلم يقدم زاذان فروخ على قتلهم وتقدم لتأخير ما أمر به كسرى
(٦١٦)