خاتم الكتاب وقراءته فكان فيه أبشر وقر عينا وأنعم بالافإنك متوج ماه آذروزد يبآذر سنة ثمان وثلاثين من ملك كسرى ومملك على ملكه وبلاده فوثقنا أنك لم تكن لتملك إلا بهلكنا وبوارنا فلم ننتقصك بما استقر عندنا من ذلك مما كنا أمرنا بإجرائه عليك من الأرزاق والمعاون والصلاة وغير ذلك شيئا فضلا عن أمرنا بقتلك وأما كتاب فرميشا فقد ختمنا عليه بخاتمنا واستودعناه شيرين صاحبتنا وهى في الاحياء صحيحة العقل والبدن فإن أحببت أن تأخذ منها قضية مولدك وكتاب فرميشا إليك وتقرأهما لتكسبك قراءتك إياهما ندامة وثبورا فافعل وأما ما ذكرت من حال من خلد السجن فمن جوابنا فيه أن الملوك الماضين من لدن جيومرت إلى ملك بشتاسب كانوا يدبرون ملكهم بالمعدلة ولم يزالوا من لدن بشتاسب إلى أن ملكنا يدبرونه بمعدلة معها ورع الدين فسل إن كنت عديم عقل وعلم وأدب حملة الدين وهم أوتاد هذه الملة عن حال من عصى من الملوك وخالفهم ونكث عهدهم والمستوجبين بذنوبهم القتل فيخبروك أنهم لا يستحقون أن يرحموا أيعفى عنهم واعلم مع ذلك أنا لم نأمر بالحبس في سجوننا ولا من قد وجب عليه في القضاء العدل أن يقتل أو تسمل عينه وتقطع يده ورجله وسائر أعضائه وكثيرا ما كان الموكلون بهم وغيرهم من وزرائنا يذكرون استيجاب من استوجب منهم القتل ويقولون عاجلهم بالقتل قبل أن يحتالوا لأنفسهم حيلا يقتلونك بها فكنا لحبنا استبقاء النفوس وكراهتنا سفك الدماء نتأنى بهم ونكلهم إلى الله ولا نقدم على عقوبتهم بعد الحبس الذي اقتصرنا عليه إلا على منعهم أكل اللحم وشرب الشراب وشم الرياحين ولم نعد في ذلك في سنن الملة من الحول بين المستوجبين للقتل وبين التلذذ والتنعم بشئ مما منعناهم إياه وكنا أمرنا لهم من المطعم والمشرب وسائر ما يقيمهم بالذي يصلحهم في اقتصاد ولم نأمر بالحول بينهم وبين نسائهم والتوالد والتناسل في حال حبسهم وقد بلغنا أنك أجمعت على التخلية عن أولئك الدعار المنافقين المستوجبين للقتل والامر بهدم محبسهم ومتى تخل عنهم تأثم بالله ربك وتسئ إلى نفسك وتخل بدينك وما فيه من الوصايا والسنن
(٦٢٣)