حتى اتهمنا واحتمل علينا غمرا ووغرا ورأينا من ازوراره عنا وسوء رأيه فينا ما تخوفنا ناحيته فاعتزلنا بابه لاشفاقنا منه ولحقنا بآذربيجان وقد استفاض فانتهك من الملك ما انتهك فلما انتهى إلينا خبر ما بلغ منه شخصنا من آذربيجان إلى بابه فهجم علينا المنافق بهرام في جنود عظيمة من العصاة المستوجبة القتل ما رقا من الطاعة فأجلانا عن موضع المملكة فلحقنا ببلاد الروم فأقبلنا منها بالجنود والعدة وحاربناه فهرب منا وصار من أمره في بلاد الترك من الهلكة والبوار إلى ما قد اشتهر في الناس حتى إذا صفا لنا الملك واستحكم لنا أمره ودفعنا بعون الله عن رعيتنا البلاء والآفات التي كانوا أشفوا عليها قلنا إن من خير ما نحن بادئون به في سياستنا ومفتتحون به ملكنا الانتقام لأبينا والثأر به والقتل لكل من شرك في دمه فإذا أحكمنا ما نوينا من ذلك وبلغنا منه ما نريد تفرغنا لغيره من تدبير الملك فقتلنا كل من شرك في دمه وسعى فيه ومالا عليه وأما ما ذكرت من أمر أبنائنا فمن جوابنا أنه ليس من ولد ولدناه ما خلا من استأثر الله به منهم إلا صحيحة أعضاء جسده غير أنا وكلنا بالحراسة لكم وكفكم عن الانتشار فيما لا يعنيكم إرادة كف ما تخوف من ضرركم على البلاد والرعية ثم كنا أقمنا من النفقات الواسعة في كسوتكم ومراكبكم وجميع ما تحتاجون إليه ما قد علمت وأما أنت خاصة فمن قصتك أن المنجمين كانوا قضوا في كتاب مولدك أنك مثرب علينا أو يكون ذلك بسببك فلم نأمر بقتلك ولكن ختمنا على كتاب قضية مولدك ودفعنا إلى شرين صاحبتنا ومع ثقتنا بتلك القضية وجدنا فرميشا ملك الهند كتب إلينا في سنة ست وثلاثين من ملكنا وقد أوفدهم إلينا فكتب في أمور شتى وأهدى لنا ولكم معشر أبنائنا هدايا وكتب إلى كل واحد منكم كتابا وكانت هديته لك فاذكرها فيلا وسيفا وبازيا أبيض وديباجة منسوجة بذهب فلما نظرنا فيما أهدى لكم وكتب إليكم وجدته قد وقع على كتاب إليك بالهندية اكتم ما فيه فأمرنا أن يصرف إلى كل واحد منكم ما بعث إليه من هدية أو كتاب واحتبسنا كتابه إليك لحال التوقيع الذي كان عليه ودعونا بكاتب هندي وأمرنا بفض
(٦٢٢)