يمينه قبض عليها بشماله فقبلها ووضعها في حجره وجعل يندبها بدمع له دار ويقول وا سمحتاه وا راميتاه وا كاتبتاه وا ضاربتاه وا لاعبتاه وا كريمتاه فانصرف إلى كسرى الرجل الذي كان وجهه عينا عليه فأخبره بما رأى وسمع منه فرق له كسرى وندم على اتيانه في أمره ما أتى فأرسل إليه مع رجل من العظماء يعمله ندامته على ما كان منه وإنه لن يسأله شيئا يجد السبيل إلى بذله له إلا أجابه إليه وأسعفه به فأرسل إلى كسرى مع ذلك الرسول يدعو له ويقول إني لم أزل أعرف تفضلك على أيها الملك واشكره لك وقد تيقنت أن الذي آتيت إلى مع كراهتك إياه إنما كان سببه القضاء ولكني سائلك أمرا فاعطني من الايمان على إسعافك إياي به ما أطمئن إليه وليأتني بيقين حلفك على ذلك رجل من النساك فأفرشك إياه وأبثه لك فانصرف رسول كسرى إلى كسرى بهذه الرسالة فسارع إلى ما سأله مردانشاه وحلف بالايمان المغلظة ليجيبنه إلى ما هو سائله ما لم تكن مسألته أمرا يوهن ملكه وأرسل إليه بهذه الرسالة مع رئيس المزمزمين فأرسل إليه مردانشاه يسأله أن يأمر بضرب عنقه ليمتحى بذلك العار الذي لزمه فأمر كسرى فضربت عنقه كراهة منه الحنث زعم وإن كسرى سأل مهر هرمز بن مردانشاه حيث دخل عليه عن اسمه وعن اسم أبيه ومرتبته فأخبره أنه مهر هرمز بن مردانشاه فاذوسبان نيمروذ فقال كسرى أنت ابن رجل شريف كثير الغماء قد كافأناه على طاعته إيانا ونصيحته لنا وغنائه عنا بغير ما كان يستحقه فشأنك وما أمرت به فضرب مهر هرمز على حبل عاتقه بطبرزين كان بيده ضربات فلم يحك فيه ففتش كسرى فوجد قد شد في عضده حرزة لا يحيك السيف في كل من تعلقها فنزعت من عضده ثم ضربه بعد ذلك مهر هرمز ضربة فهلك منها وبلغ شيرويه فخرق جيبه وبكى منتحبا وأمر بحمل جثته إلى الناؤوس فحملت وشيعها العظماء وافناء الناس وأمر فقتل قاتل كسرى وكان ملكه ثمانيا وثلاثين سنة وكان قتله ماه آذر روز ماه وقتل شيرويه سبعة عشر أخاله ذوي أدب وشجاعة ومروءة بمشورة وزيره فيروز وتحريض ابن ليزدين والى عشور الآفاق كان لكسرى يقال له شمطا إياه على قتلهم فابتلى بالاهقام
(٦٢٧)