أشقران والكمأة الرطبة في حينها واليابسة والأقط والأدم وسائر تجارات العرب فكان زيد بن عدي بن زيد يلي ذلك وكان هذا عمل عدى فلما وقع عند الملك بهذا الموقع سأله كسرى عن النعمان فأحسن عليه الثناء فمكث سنوات بمنزلة أبيه وأعجب به كسرى وكان يكثر الدخول عليه وكانت لملوك الأعاجم صفة من النساء مكتوبة عندهم فكانوا يبعثون في تلك الأرضين بتلك الصفة غير أنهم لم يكونوا يتناولون أرض العرب بشئ من ذلك ولا يريدونه فبدأ الملك في طلب النساء فكتب بتلك الصفة ثم دخل على كسرى فكلمه فيما دخل فيه ثم قال إني رأيت الملك كتب في نسوة يطلبن له فقرأت الصفة وقد كنت بآل المنذر عالما وعند عبد ك النعمان من بناته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة قال فتكتب فيهن قال أيها الملك إن شر شئ في العرب وفى النعمان أنهم يتكرمون زعموا في أنفسهم عن العجم فأنا أكره أن يغيبهن وإن قدمت أنا عليه لم يقدر أن يغيبهن فابعثني وابعث معي رجلا من حرسك يفقه العربية فبعث معه رجلا جليدا فخرج به زيد فجعل يكرم ذلك الرجل ويلطفه حتى بلغ الحيرة فلما دخل عليه أعظم الملك فقال إنه قد احتاج إلى نساء لأهله وولده وأراد كرامتك فبعث إليك فقال وما هؤلاء النسوة فقال هذه صفتهن قد جئنا بها وكانت الصفة أن المنذر الأكبر أهدى إلى أنوشروان جارية كان أصابها إذ أغار على الحارث الأكبر الغساني ابن أبي شمر فكتب إلى أنوشروان يصفها له معتدلة الخلق نقية اللون والثغر بيضاء قمراء وطفاء دعجاء حوراء عيناء قنواء شماء زجاء برجاء أسيلة الخد شهية القد جثلة الشعر عظيمة الهامة بعيدة مهوى القرط عيطاء عريضة الصدر كاعب الثدي ضخمة مشاشة المنكب والعضد حسنة المعصم لطيفة الكف سبطة البنان لطيفة طي البطن خميصة الخصر غرثى الوشاح رداح القبل رابية الكفل لفاء الفخذ بن ريا الروادف ضخمة المأكمتين عظيمة الركبة مفعمة الساق مشبعة الخلخال لطيفة الكعب والقدم قطوف المشي مكسال الضحى بصة المتجرد سموع للسيد ليست بخنساء ولا سعفاء ذليلة الانف عزيزة النفر لم تغذ في بؤس حيية رزينة
(٦٠٦)