اتلاف هرمز فلم يحر جوابا فانصرف بندوية وبسطام وبعض من كان معهم إلى هرمز حتى اتلفوه خنقا ثم رجعوا إلى كسرى وقالوا سر على خير طائر فحثوا دوابهم وصاروا إلى الفرات فقطعوه وأخذوا طريق المفازة بدلالة رجل يقال له خرشيذان وصاروا إلى بعض الديارات التي في أطراف العمارة فلما أوطنوا الراحة غشيتهم خيل بهرام برأسها رجل يقال له بهرام بن سياوش فلما نذروا بهم أنبه بندوية أبرويز من ومه وقال له احتل لنفسك فإن القوم قد أطلوك قال كسرى ما عندي حيلة فاعلمه بندوية أنه يبذل نفسه دونه وسأله أن يدقع إليه بزته ويخرج ومن معه من الدير ففعلوا ذلك وبادروا القوم حتى تواروا بالجبل فلما وافى بهرام بن سياوش اطلع عليه من فوق الدير بندوية وعليه بزة ابرويز فوهمه بذلك انه ابرويز وسأله أن ينظره إلى غده ليصير في يده سلما فامسك عنه ثم ظهر بعد ذلك على حيلته فانصرف به إلى جوبين فحبسه في يدي بهرام بن سياوش ويقال إن بهرام دخل دور الملك بالمدائن وقعد على سريره واجتمع إليه الوجوه والعظماء فخاطبهم ووقع في ابرويز وذمه ودار بينه وبين الوجوه مناظرات كان كلهم منصرفا عنه إلا أن بهرام جلس على سرير الملك وتتوج وانقاد له الناس خوفا ويقال إن بهرام بن سياوش واطأ بندوية على الفتك بجوبين وأن جوبين ظهر على ذلك فقتله وأفلت بندوية فلحق بآذربيجان وصار ابرويز حتى أتى أنطاكية وكاتب موريق ملك الروم منها وأرسل إليه بجماعة ممن كان معه وسأله نصرتة فاجابه إلى ذلك وقادته الأمور إلى أن زوجه مريم ابنته وحملها إليه وبعث إليه بثياذوس أخيه ومعه ستون ألف مقاتل عليهم رجل يقال له سرجس يتولى تدبير أمرهم ورجل آخر كانت قوته تعدل بقوة ألف رجل واشترط عليه حياطته وأن لا يسأله الإتاوة التي كان آباؤه يسألونها ملوك الروم فلما ورد القوم على ابرويز اغتبط وأراحهم بعد موافاتهم خمسة أيام ثم عرضهم وعرف عليهم العرفاء وفى القوم ثياذوس وسرجس والكمي الذي يعدل بألف رجل وسار بهم حتى صار إلى آذربيجان ونزل صحراء تدعى الدنق فوافاه هناك بندوية
(٥٩٠)