غيركم من العرب قال إذا لا نستوحش لهم فتفرق القوم في العرب وبقيت في عبد القيس منهم بقية فانتموا إليهم فلم يردوهم عن ذلك فلما أدخل المكعبر بنى تميم المشقر قتل رجالهم واستبقى الغلمان وقتل يومئذ قعنب الرياحي وكان فارس بنى يربوع قتله رجلا من شن كانا ينوبان الملوك وجعل الغلمان في السفن فعبر بهم إلى فارس فخصوا منهم بشرا قال هبيرة بن حدير العدوي رجع إلينا بعد ما فتحت إصطخر عدة منهم أحدهم خصى والآخر خياط وشد رجل من بنى تميم يقال له عبيد بن وهب على سلسلة الباب فقطعها وخرج فقال:
تذكرت هندا لات حين تذكر * تذكرتها ودونها سير أشهر حجازية علوية حل أهلها * مصاب الخريف بين زور ومنور ألا هل أتى قومي على النأي انني * حميت ذمارى يوم باب المشقر ضربت رتاج الباب بالسيف ضربة * تفرج منها كل باب مضبر وكلم هوذة بن علي المكعبر يومئذ في مائة من أسرى بنى تميم فوهبهم له يوم الفصح فأعتقهم ففي ذلك يقول الأعشى سائل تميما به أيام صفقتهم * لما أتوه أسارى كلهم ضرعا وسط المشقر في غبراء مظلمة * لا يستطيعون بعد الضر منتفعا فقال للملك أطلق منهم مائة * رسلا من القول مخفوضا وما رفعا ففك عن مائة منهم إسارهم * وأصبحوا كلهم من غلة خلعا بهم تقرب يوم الفصح ضاحية * يرجوا لاله بما أسدى وما صنعا فلا يرون بذا كم نعمة سبقت * إن قال قائلها حقا بها وسعا يصف بنى تميم بالكفر لنعمته * قال فلما حضرت وهرز الوفاة وذلك في آخر ملك أنوشروان دعا بقوسه ونشابه ثم قال أجلسوني فأجلسوه فرمى وقال انظروا حيث وقعت نشابتى فاجعلوا ناؤوسى هناك فوقعت نشابته من وراء الدير وهى الكنيسة التي عند نعم وهى تسمى اليوم مقبرة وهرز فلما بلغ كسرى موت وهرز