وبه ثقتي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وأفضل المتقين محمد الصادق الأمين وعلى سيد الوصيين وإمام المتقين علي أمير المؤمنين وعلى آلهما الطاهرين وأولادهما المعصومين الأئمة المختارين.
قوله: * (الحق أن صيغة الأمر... الخ) * قد يتراءى في المقام أن القائل بكون الأمر للمرة أو التكرار قائل بكون المطلوب بالأمر الفرد، والنافي لدلالته عليهما قائل بتعلقه بالطبائع، حيث يقول بدلالته على مجرد طلب مطلق الحدث من غير دلالة على مرة ولا تكرار.
وليس كذلك، بل يصح القول بكل من الأقوال المذكورة على كل من الوجهين المذكورين، إذ يمكن ملاحظة المرة والتكرار قيدا للطبيعة أو الفرد، تقول: أوجد الطبيعة مرة أو مكررا، وأوجد الفرد كذلك.
نعم إيجادها مرة أو مكررا - كمطلق إيجادها - إنما يكون بإيجاد الفرد، وهو لا يستلزم تعلق الأمر بالفرد.
وكذا النافي لدلالته على الأمرين، يصح له القول بكون المطلوب للأمر هو الفرد في الجملة من غير دلالة على الوحدة والتكرار، وهو ظاهر.
نعم القائل بوضع الأمر للمرة أو التكرار لا يقول بوضعه للطبيعة المطلقة، ضرورة تقييدها عنده بأحد القيدين المذكورين، وهو غير القول بتعلقه بالفرد.