وتعتبر الشيعة الشيخ الطوسي - رحمه الله - أعظم شخصية علمية بعد الأئمة المعصومين - عليهم السلام - وهو من أعلام الفكر الإسلامي في أزهى عصوره وأبهاها، ومن النوابغ الذين أحاطوا بمجموعة من العلوم بلغ منتهاها وغايتها، وقد أقر له الجميع بالسبق، والقدم، والفضل، وعلو الرتبة، والإمامة، والزعامة، ولا تطلق صفة (شيخ الطائفة) بل مطلق (الشيخ) الا عليه، وقد وصفه أعلام الإمامية بنعوت شتى وصفات قل أن اجتمعت في غيره، فقيل فيه: إنه (شيخ الإمامية ووجههم ورئيس الطائفة)، و (امام وقته)، وشيخ عصره، رئيس هذه الطائفة وعمدتها، بل رئيس العلماء كافة)، و (شيخ الطائفة، ورئيس المذهب، إمام في الفقه والحديث)، و (رئيس المذهب، شيخ الطائفة، قدوة الفرقة الناجية، وباني مباني كل علم وعمل)، و (إمام الفقه والحديث والتفسير والكلام، لا نظير له في كل علماء الاسلام في كل فنون العلم، وصنف كتبا لم يسبقه أحد
(مقدمة ٦)