* فقال إنما هو بين عيينة والأقرع فقال صلى الله عليه وسلم " الكل سواء " يعني في المعنى صلوات الله وسلامه عليه والله أعلم.
وقد ذكر السهيلي في الروض الأنف لهذا التقديم والتأخير الذي وقع في كلامه صلى الله عليه وسلم في هذا البيت مناسبة أغرب فيها حاصلها شرف الأقرع بن حابس على عيينة بن بدر الفزاري لأنه ارتد أيام الصديق رضي الله عنه بخلاف ذاك والله أعلم وهكذا روى الأموي في مغازيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يمشي بين القتلى يوم بدر وهو يقول " هاما " فيقول الصديق رضي الله عنه متمما للبيت:
من رجال أعزة علينا * وهم كانوا أعق وأظلما وهذا لبعض شعراء العرب في قصيدة له وهي في الحماسة وقال الإمام أحمد حدثنا هشيم حدثنا مغيرة عن الشعبي عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراب الخبر تمثل فيه ببيت طرفة:
* ويأتيك بالاخبار من لم تزود * وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة من طريق إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عنها. ورواه الترمذي والنسائي أيضا من حديث المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها كذلك ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أسامة عن زائدة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الاشعار:
* ويأتيك بالاخبار من لم تزود * ثم قال ورواه غير زائدة عن سماك عن عطية عن عائشة رضي الله عنها وهذا في شعر طرفة بن العبد في معلقته المشهورة وهذا المذكور عجز بيت منها أوله.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالاخبار من لم تزود ويأتيك بالاخبار من لم تبع له * بتاتا ولم تضرب له وقت موعد وقال سعيد بن عروة عن قتادة قيل لعائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشئ من الشعر؟ قالت رضي الله عنها: كان أبغض الحديث إليه غير أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل ببيت أخي بني قيس فيجعل أوله آخره وآخره أوله فقال أبو بكر رضي الله عنه ليس هذا هكذا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني والله ما أنا بشاعر وما ينبغي لي " رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وهذا لفظه وقال معمر عن قتادة بلغني أن عائشة رضي الله عنها سئلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشئ من الشعر؟ فقالت رضي الله عنها: لا إلا بيت طرفة ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالاخبار ما لم تزود فجعل صلى الله عليه وسلم يقول " من لم تزود بالاخبار " فقال أبو بكر ليس هذا هكذا فقال صلى الله عليه وسلم " إني لست بشاعر ولا ينبغي لي " وقال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الحافظ حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن نعيم وكيل المتقي ببغداد حدثنا أبو محمد عبد الله بن هلال النحوي الضرير حدثنا علي بن عمرو الأنصاري حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط إلا بيتا واحدا.
تفاءل بما تهوى يكن فلقلما * يقال لشئ ما كان إلا تحققا سألت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث فقال هو منكر ولم يعرف شيخ الحاكم ولا الضرير وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم تمثل يوم حفر الخندق بأبيات عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ولكن تبعا لقول أصحابه رضي الله عنهم فإنهم يرتجزون وهم يحفرون فيقولون.
لأهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام إن لاقينا إن الالى قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا