بحمدك فقال لها أبو بكر تقولين هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت نعم قالت وكان فيمن حدث هذا الحديث رجل كان يعوله أبو بكر فحلف أن لا يصله فأنزل الله " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة " إلى آخر الآية فقال أبو بكر بلى فوصله. تفرد به البخاري دون مسلم من طريق حصين وقد رواه البخاري عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة وعن محمد بن سلام عن محمد بن فضيل كلاهما عن حصين به وفي لفظ أبي عوانة حدثتني أم رومان وهذا صريح في سماع مسروق منها وقد أنكر ذلك جماعة من الحفاظ منهم الخطيب البغدادي وذلك لما ذكره أهل التاريخ أنها ماتت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخطيب وقد كان مسروق يرسله فيقول سئلت أم رومان ويسوقه فلعل بعضهم كتب سئلت بألف اعتقد الراوي أنها سألت فظنه متصلا قال الخطيب وقد رواه البخاري كذلك ولم تظهر له علته كذا قال والله أعلم. ورواه بعضهم عن مسروق بن عبد الله بن مسعود عن أم رومان فالله أعلم، فقوله تعالى " إن الذين جاءوا بالإفك " أي الكذب والبهت والافتراء " عصبة " أي جماعة منكم " لا تحسبوه شرا لكم " أي يا آل أبي بكر " بل هو خير لكم " أي في الدنيا والآخرة لسان صدق في الدنيا ورفعة منازل في الآخرة وإظهار شرف لهم باعتناء الله تعالى بعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها حيث أنزل الله براءتها في القرآن العظيم الذي " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " الآية ولهذا لما دخل عليها ابن عباس رضي الله عنه وعنها وهي في سياق الموت قال لها أبشري فإنك زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحبك، ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزلت براءتك من السماء. وقال ابن جرير في تفسيره حدثني محمد بن عثمان الواسطي حدثنا جعفر بن عون عن المعلي بن عرفان عن محمد بن عبد الله ابن جحش قال: تفاخرت عائشة وزينب رضي الله عنهما فقالت زينب أنا التي نزل تزويجي من السماء وقالت عائشة أنا التي نزل عذري في كتاب الله حين حملني صفوان بن المعطل على الراحلة فقالت لها زينب يا عائشة ما قلت حين ركبتيها؟ قالت حسبي الله ونعم الوكيل، قالت قلت كلمة المؤمنين. وقوله تعالى " لكل امرئ منهم ما اكتسب من الاثم " أي لكل من تكلم في هذه القضية ورمى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بشئ من الفاحشة نصيب عظيم من العذاب " والذي تولى كبره منهم " قيل ابتدأ به وقيل الذي كان يجمعه ويستوشيه ويذيعه ويشيعه " له عذاب عظيم " أي على ذلك، ثم الأكثرون على أن المراد بذلك إنما هو عبد الله بن أبي بن سلول قبحه الله ولعنه وهو الذي تقدم النص عليه في الحديث وقال ذلك مجاهد وغير واحد، وقيل بل المراد به حسان بن ثابت وهو قول غريب ولولا أنه وقع في صحيح البخاري ما قد يدل على إيراد ذلك لما كان لايراده كبير فائدة فإنه من الصحابة الذين لهم فضائل ومناقب ومآثر وأحسن مآثره أنه كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعره وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " هاجهم وجبريل معك " وقال الأعمش عن ابن الضحى عن مسروق قال: كنت عند عائشة رضي الله عنها فدخل حسان بن ثابت فأمرت فألقي له وسادة فلما خرج قلت لعائشة ما تصنعين بهذا؟ يعني يدخل عليك وفي رواية قيل لها أتأذنين لهذا يدخل عليك وقد قال الله " والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم " قالت وأي عذاب أشد من العمي وكان قد ذهب بصره لعل الله أن يجعل ذلك هو العذاب العظيم ثم قالت إنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية أنه أنشدها عندما دخل عليها شعر يمتدحها به فقال: حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثي من لحوم الغوافل فقالت أما أنت فلست كذلك، وفي رواية: لكنك لست كذلك، وقال ابن جرير حدثنا الحسن بن قزعة حدثنا سلمة بن علقمة حدثنا داود عن عامر عن عائشة أنها قالت ما سمعت بشعر أحسن من شعر حسان ولا تمثلت به إلا رجوت له الجنة قوله لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء فإن أبي ووالده وغرضي لعرض محمد منكم وقاء أتشتمه ولست له بكفء؟ فشركما لخيركما الفداء