الوادي الذي فيه المدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الروابي " (1) قلت يا رسول الله كيف وجدتها؟ قال " وجدتها مثل الحمة السخنة ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان فسلمت عليهم فقال بعضهم هذا صوت محمد ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله أين كنت الليلة فقد التمستك في مظانك فقال علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة فقال يا رسول الله إنه مسيرة شهر فصفه لي قال ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا يسألني عن شئ إلا أنبأته به فقال أبو بكر أشهد أنك لرسول الله وقال المشركون انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة؟ قال فقال إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم في مكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فجمعه لهم فلان وإن مسيرهم ينزلون بكذا ثم بكذا ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان " فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حين كان قريبا من نصف النهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا رواه البيهقي من طريقين عن أبي إسماعيل الترمذي به ثم قال بعد تمامه هذا إسناد صحيح وروى ذلك مفرقا من أحاديث غيره ونحن نذكر من ذلك إن شاء الله ما حضرنا ثم ساق أحاديث كثيرة في الاسراء كالشاهد لهذا الحديث وقد روى هذا الحديث عن شداد بن أوس بطوله الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي به ولا شك أن هذا الحديث أعني الحديث المروي عن شداد بن أوس مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم. وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس وغير ذلك والله أعلم. " رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " قال الإمام أحمد حدثنا عثمان بن محمد حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه قال حدثنا ابن عباس قال:
ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة فسمع في جانبها وخشا (2) فقال " يا جبريل ما هذا " قال هذا بلال المؤذن فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء إلى الناس " قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا " قال فلقيه موسى عليه السلام فرحب به وقال مرحبا بالنبي الأمي قال وهو رجل آدم طويل سبط شعره مع أذنيه أو فوقهما " من هذا يا جبريل " قال هذا موسى قال فمضى فلقيه شيخ جليل متهيب فرحب به وسلم عليه وكلهم يسلم عليه قال " من هذا يا جبريل " قال هذا أبوك إبراهيم قال ونظر في النار فإذا قوم يأكلون الجيف قال " من هؤلاء يا جبريل " قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ورأى رجل أحمر أزرق جدا قال " من هذا يا جبريل " قال هذا عاقر الناقة قال فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي فإذا النبيون أجمعون يصلون معه فلما انصرف جئ بقدحين أحدهما عن اليمين والآخر عن الشمال في أحدهما لبن وفي الآخر عسل فأخذ اللبن فشرب منه فقال الذي كان معه القدح أصبت الفطرة إسناد صحيح ولم يخرجوه. " طريق أخرى " قال الإمام أحمد حدثنا حسن حدثنا ثابت أبو زيد حدثنا هلال حدثني عكرمة عن ابن عباس قال: أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس نحن لا نصدق محمدا بما يقول فارتدوا كفارا فضرب الله رقابهم مع أبي جهل وقال أبو جهل يخوفنا محمد بشجرة الزقوم هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس برؤيا منام وعيسى وموسى وإبراهيم وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال " رأيته فيلمانيا أقمر هجان إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعر رأسه أغصان شجرة ورأيت عيسى عليه السلام أبيض جعد الرأس حديد البصر ومبطن الخلق ورأيت موسى عليه السلام أسحم آدم كثير الشعر شديد الخلق ونظرت إلى إبراهيم عليه السلام فلم أنظر إلى أرب منه إلا نظرت إليه مني حتى كأنه صاحبكم قال جبريل سلم (1) في نسخة الأزهر، والأميرية: الزرابي، وكذا في الخصايص.
(2) في النسخ كلها وخشا: وهو تصحيف، والرجس بالجيم والسين الصوت الخفي.