مرادا بحكمها كل من كان في مثل معناهم ممن حرم على نفسه ما أحل الله له أو أحل ما حرم الله عليه أو تجاوز حدا حده الله له، وذلك أن الذين هموا بما هموا به من تحريم بعض ما أحل لهم على أنفسهم إنما عوتبوا على ما هموا به من تجاوزهم ما سن لهم وحد إلى غيره.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) *.
يقول تعالى ذكره لهؤلاء المؤمنين الذين نهاهم أن يحرموا طيبات ما أحل الله لهم:
كلوا أيها المؤمنون من رزق الله الذي رزقكم وأحله لكم حلالا طيبا. كما:
9641 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة: وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا يعني: ما أحل الله لهم من الطعام.
وأما قوله: واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون فإنه يقول: وخافوا أيها المؤمنون أن تعتدوا في حدوده، فتحلوا ما حرم عليكم وتحرموا ما أحل لكم، واحذروه في ذلك أن تخالفوه فينزل بكم سخطه، أو تستوجبوا به عقوبته. الذي أنتم به مؤمنون يقول: الذي أنتم بوحدانيته مقرون وبربوبيته مصدقون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون) *.
يقول تعالى ذكره للذين كانوا حرموا على أنفسهم الطيبات من أصحاب رسول الله (ص) وكانوا حرموا ذلك بأيمان حلفوا بها، فنهاهم عن تحريمها، وقال لهم: لا يؤاخذكم ربكم باللغو في أيمانكم. كما:
9642 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لما نزلت: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم في القوم الذين كانوا حرموا النساء واللحم على أنفسهم، قالوا: يا رسول الله،