9615 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن حصين عمن حدثه، عن ابن عباس في قوله: ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا قال: كانوا نواتي في البحر يعني ملاحين قال: فمر بهم عيسى ابن مريم، فدعاهم إلى الاسلام فأجابوه. قال:
فذلك قوله: قسيسين ورهبانا.
وقال آخرون: بل عني بذلك القوم الذين كان النجاشي بعثهم إلى رسول الله (ص).
ذكر من قال ذلك:
9616 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلم، قال: ثنا عنبسة عمن حدثه، عن أبي صالح في قوله: ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا قال: ستة وستون، أو سبعة وستون، أو اثنان وستون من الحبشة، كلهم صاحب صومعة، عليهم ثياب الصوف.
9617 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن سالم، عن سعيد بن جبير: ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا قال: بعث النجاشي إلى النبي (ص) خمسين أو سبعين من خيارهم، فجعلوا يبكون، فقال: هم هؤلاء.
9618 - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا قيس، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير: ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا قال: هم رسل النجاشي الذين أرسل بإسلامه وإسلام قومه، كانوا سبعين رجلا اختارهم الخير فالخير. فدخلوا على رسول الله (ص)، فقرأ عليهم: يس والقرآن الحكيم فبكوا وعرفوا الحق، فأنزل الله فيهم: ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا، وأنهم لا يستكبرون، وأنزل فيهم: الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون... إلى قوله: يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا.
والصواب في ذلك من القول عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن النفر الذين أثنى عليهم من النصارى بقرب مودتهم لأهل الايمان بالله ورسوله أن ذلك إنما كان منهم لان منهم أهل اجتهاد في العبادة وترهيب في الديارات والصوامع، وأن منهم علماء بكتبهم وأهل تلاوة لها، فهم لا يبعدون من المؤمنين لتواضعهم للحق إذا عرفوه، ولا يستكبرون عن قبوله إذا تبينوه لأنهم أهل دين واجتهاد فيه ونصيحة لأنفسهم في ذات الله، وليسوا