10662 - حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، عن أبي عمر: وخرقوا له بنين وبنات قال: تفسيرها: وكذبوا.
فتأويل الكلام إذن: وجعلوا لله الجن وشركاء في عبادتهم إياه، وهو المنفر، بخلقهم بغير شريك ولا معين ولا ظهير. وخرقوا له بنين وبنات يقول: وتخرصوا لله كذبا، فافتعلوا له بنين وبنات بغير علم منهم بحقيقة ما يقولون، ولكن جهلا بالله وبعظمته وأنه لا ينبغي لمن كان إلها أن يكون له بنون وبنات ولا صاحبة، ولا أن يشركه في خلقه شريك.
القول في تأويل قوله تعالى: سبحانه وتعالى عما يصفون.
يقول تعالى ذكره: تنزه الله وعلا فارتفع عن الذي يصفه به هؤلاء الجهلة من خلقه في ادعائهم له شركاء من الجن واختراقهم له بنين وبنات وذلك لا ينبغي أن يكون من صفته لان ذلك من صفة خلقه الذين يكون منهم الجماع الذي يحدث عنه الأولاد، والذين تضطرهم لضعفهم الشهوات إلى اتخاذ الصاحبة لقضاء اللذات، وليس الله تعالى ذكره بالعاجز فيضطره شئ إلى شئ، ولا بالضعيف المحتاج فتدعوه حاجته إلى النساء إلى اتخاذ صاحبة لقضاء لذة. وقوله: تعالى تفاعل من العلو والارتفاع. وروي عن قتادة في تأويل قوله: عما يصفون أنه يكذبون.
10663 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: سبحانه وتعالى عما يصفون عما يكذبون.
وأحسب أن قتادة عنى بتأويله ذلك كذلك، أنهم يكذبون في وصفهم الله بما كانوا يصفونه من ادعائهم له بنين وبنات، لا أنه وجه تأويل الوصف إلى الكذب. القول في تأويل قوله تعالى:
* (بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكم شئ عليم) * يقول تعالى ذكره: الله الذي جعل هؤلاء الكفرة به له الجن شركاء وخرقوا له بنين وبنات بغير علم، بديع السماوات والأرض يعني مبتدعها ومحدثها وموجدها بعد أن لم تكن. كما:
10664 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: