9638 - حدثنا عمرو بن علي، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، قال: هم أناس من أصحاب رسول الله (ص) بترك النساء والخصاء، فأنزل الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم... الآية.
واختلفوا في معنى الاعتداء الذي قال تعالى ذكره: ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين فقال بعضهم: الاعتداء الذي نهي الله عنه في هذا الموضع هو ما كان عثمان بن مظعون هم به من جب نفسه، فنهى عن ذلك، وقيل له: هذا هو الاعتداء. وممن قال ذلك السدي.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثني أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عنه به.
وقال آخرون: بل ذلك هو ما كان الجماعة من أصحاب رسول الله (ص) هموا به من تحريم النساء والطعام واللباس والنوم، فنهوا أن يفعلوا ذلك وأن يستنوا بغير سنة نبيهم محمد (ص). وممن قال ذلك عكرمة.
9639 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه به.
وقال بعضهم: بل ذلك نهي من الله تعالى ذكره أن يتجاوز الحلال إلى الحرام. ذكر من قال ذلك:
9640 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا المحاربي، عن عاصم، عن الحسن: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا قال: لا تعتدوا إلى ما حرم عليكم.
وقد بينا أن معنى الاعتداء: تجاوز المرء ماله إلى ما ليس له في كل شئ، فيما مضى بما أغنى عن إعادته. وإذ كان ذلك كذلك، وكان الله تعالى ذكره قد عم بقوله: لا تعتدوا النهي عن العدوان كله، كان الواجب أن يكون محكوما لما عمه بالعموم حتى يخصه ما يجب التسليم له. وليس لاحد أن يتعدى حد الله تعالى في شئ من الأشياء مما أحل أو حرم، فمن تعداه فهو داخل في جملة من قال تعالى ذكره: إن الله لا يحب المعتدين.
وغير مستحيل أن تكون الآية نزلت في أمر عثمان بن مظعون والرهط الذين هموا من أصحاب رسول الله (ص) بما هموا به من تحريم بعض ما أحل الله لهم على أنفسهم، ويكون