القول في تأويل قوله تعالى:
* (وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) *.
يقول تعالى ذكره: إن الذي له الألوهة التي لا تنبغي لغيره المستحق عليكم إخلاص الحمد له بآلائه عندكم أيها الناس الذي يعدل به كفاركم من سواه، هو الله الذي هو في السماوات وفي الأرض، ويعلم سركم وجهركم فلا يخفى عليه شئ، يقول: فربكم الذي يستحق عليكم الحمد ويجب عليكم إخلاص العبادة له، هو هذا الذي صفته، لا من يقدر لكم على ضر ولا نفع ولا يعمل شيئا ولا يدفع عن نفسه سوء أريد بها.
وأما قوله: ويعلم ما تكسبون يقول: ويعلم ما تعملون وتجرحون، فيحصي ذلك عليكم ليجازيكم به عند معادكم إليه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) *.
يقول تعالى ذكره: وما تأتي هؤلاء الكفار الذين بربهم يعدلون أوثانهم وآلهتهم آية من آيات ربهم يقول: حجة وعلامة ودلالة من حجج ربهم ودلالاته وأعلامه على وحدانيته وحقيقة نبوتك يا محمد وصدق ما أتيتهم به من عندي، إلا كانوا عنها معرضين يقول: إلا أعرضوا عنها، يعني عن الآية، فصدوا عن قبولها والاقرار بما شهدت على حقيقته ودلت على صحته، جهلا منهم بالله واغترارا بحلمه عنهم.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون) *.
يقول تعالى ذكره: فقد كذب هؤلاء العادلون بالله الحق لما جاءهم، وذلك الحق هو محمد (ص)، كذبوا به، وجحدوا نبوته لما جاءهم قال الله لهم متوعدا على تكذيبهم إياه وجحودهم نبوته: سوف يأتي المكذبين بك يا محمد من قومك وغيرهم أنباء ما كانوا به يستهزءون يقول: سوف يأتيهم أخبار استهزائهم بما كانوا به يستهزءون من آياتي وأدلتي التي آتيتهم. ثم وفى لهم بوعيده لما تمادوا في غيهم وعتوا على ربهم، فقتلهم يوم بدر بالسيف. القول في تأويل قوله: