* (قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الامر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم الآلهة والأوثان المكذبيك فيما جئتهم به، السائليك أن تأتيهم بآية استعجالا منهم بالعذاب: لو أن بيدي ما تستعجلون به من العذاب لقضي الامر بيني وبينكم ففصل ذلك أسرع الفصل بتعجيلي لكم ما تسألوني من ذلك وتستعجلونه، ولكن ذلك بيد الله الذي هو أعلم بوقت إرساله على الظالمين الذين يضعون عبادتهم التي لا تنبغي أن تكون إلا لله في غير موضعها فيعبدون من دونه الآلهة والأصنام، وهو أعلم بوقت الانتقام منهم وحال القضاء بيني وبينهم. وقد قيل:
معنى قوله: لقضي الامر بيني وبينكم الذبح للموت.
10365 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن جريج، قال: بلغني في قوله: لقضي الامر قال: ذبح الموت.
وأحسب أن قائل هذا النوع نزع لقوله: وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر وهم في غفلة فإنه روي عن النبي (ص) في ذلك قصة تدل على معنى ما قاله هذا القائل في قضاء الامر، وليس قوله: لقضي الامر بيني وبينكم من ذلك في شئ، وإنما هذا أمر من الله تعالى نبيه محمدا (ص) أن يقول لمن استعجله فصل القضاء بينه وبينهم من قوله بآية يأتيهم بها: لو أن العذاب والآيات بيدي وعندي لعاجلتكم بالذي تسألوني من ذلك، ولكنه بيد من هو أعلم بما يصلح خلقه مني ومن جميع خلقه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) *.
يقول: وعنده مفاتح الغيب والمفاتح: جمع مفتح، يقال فيه: مفتح ومفتاح، فمن قال مفتح جمعه مفاتح، ومن قال مفتاح جمعه مفاتيح.
ويعني بقوله: وعنده مفاتح الغيب خزائن الغيب، كالذي: