9632 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا جامع بن حماد، قال: ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، في قوله: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم...
الآية ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي (ص) رفضوا النساء واللحم وأرادوا أن يتخذوا الصوامع فلما بلغ ذلك رسول الله (ص)، قال: ليس في ديني ترك النساء واللحم، ولا اتخاذ الصوامع. وخبرنا أن ثلاثة نفر على عهد رسول الله (ص) اتفقوا، فقال أحدهم: أما أنا فأقوم الليل لا أنام، وقال أحدهم: أما أنا فأصوم النهار فلا أفطر، وقال الآخر: أما أنا فلا أتي النساء. فبعث رسول الله (ص) إليهم، فقال: ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير. قال: لكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني. وكان في بعض القراءة: من رغب عن سنتك فليس من أمتك وقد ضل عن سواء السبيل. وذكر لنا أن نبي الله (ص) قال لأناس من أصحابه: إن من قبلكم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فهؤلاء إخوانهم في الدور والصوامع، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وحجوا واعتمروا، واستقيموا يستقم لكم.
9633 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وذلك أن رسول الله (ص) جلس يوما، فذكر الناس، ثم قام ولم يزدهم على التخويف، فقال أناس من أصحاب رسول الله (ص) كانوا عشرة، منهم علي بن أبي طالب، وعثمان بن مظعون: ما حقنا إن لم نحدث عملا فإن النصارى قد حرموا على أنفسهم، فنحن نحرم. فحرم بعضهم أكل اللحم والودك وأن يأكل بالنهار، وحرم بعضهم النوم، وحرم بعضهم النساء، فكان عثمان بن مظعون ممن حرم النساء، وكان لا يدنو من أهله ولا يدنون منه، فأتت امرأته عائشة وكان يقال لها: الحولاء، فقالت لها عائشة ومن عندها من نساء النبي (ص): ما بالك يا حولاء متغيرة اللون، لا تمتشطين ولا تطيبين؟ فقالت: وكيف أتطيب وأمتشط وما وقع علي زوجي ولا رفع عني ثوبا منذ كذا وكذا فجعلن يضحكن من كلامها، فدخل رسول الله (ص) وهن يضحكن، فقال: ما يضحككن؟ قالت:
يا رسول الله، الحولاء سألتها عن أمرها، فقالت: ما رفع عني زوجي ثوبا منذ كذا وكذا.