10695 - حدثني بذلك أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم بن سلام، قال: ثنا حجاج، عن هارون، عن عثمان بن سعد: فيسبوا الله عدوا مضمومة العين مثقلة.
وقد ذكر عن بعض البصريين أنه قرأ ذلك: فيسبوا الله عدوا يوجه تأويله إلى أنهم جماعة، كما قال جل ثناؤه: فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، وكما قال: لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء ويجعل نصب العدو حينئذ على الحال من ذكر المشركين في قوله: فيسبوا. فيكون تأويل الكلام: ولا تسبوا أيها المؤمنون الذين يدعو المشركون من دون الله، فيسب المشركون الله أعداء الله بغير علم. وإذا كان التأويل هكذا كان العدو من صفة المشركين ونعتهم، كأنه قيل: فيسب المشركون أعداء الله بغير علم، ولكن العدو لما خرج مخرج النكرة وهو نعت للمعرفة نصب على الحال.
والصواب من القراءة عندي في ذلك قراءة من قرأ بفتح العين وتخفيف الواو لاجماع الحجة من القراء على قراءة ذلك كذلك، وغير جائز خلافها فيما جاءت مجمعة عليه.
القول في تأويل قوله تعالى: كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون.
يقول تعالى ذكره: كما زينا لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان والأصنام عبادة الأوثان وطاعة الشيطان بخذ لأننا إياهم عن طاعة الرحمن، كذلك زينا لكل جماعة اجتمعت على عمل من الأعمال من طاعة الله ومعصيته عملهم الذي هم عليه مجتمعون، ثم مرجعهم بعد ذلك ومصيرهم إلى ربهم فينبئهم بما كانوا يعملون، يقول: فيوقفهم ويخبرهم بأعمالهم التي كانوا يعملون بها في الدنيا، ثم يجازيهم بها إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر، أو يعفو بفضله ما لم يكن شركا أو كفرا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) *.
يقول تعالى ذكره: حلف بالله هؤلاء العادلون بالله جهد حلفهم، وذلك أوكد ما قدوا عليه من الايمان وأصعبها وأشدها: لئن جاءتهم آية يقول: قالوا: نقسم بالله لئن جاءتنا