وما ذلك مني إلا تذكير لكم ولكل من كان مثلكم ممن هو مقيم على باطل بأس الله أن يحل بكم وسخطه أن ينزل بكم على شرككم به وكفركم، وإنذار لجميعكم بين يدي عذاب شديد، لتذكروا وتنزجروا. / القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) *.
يقول تعالى ذكره: وما قدروا الله حق قدره وما أجلوا الله حق إجلاله، ولا عظموه حق تعظيمه. إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ يقول: حين قالوا: لم ينزل الله على آدمي كتابا ولا حيا.
واختلف أهل التأويل في المعنى بقوله: إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ وفي تأويل ذلك فقال بعضهم: كان قائل ذلك رجلا من اليهود. ثم اختلفوا في اسم ذلك الرجل، فقال بعضهم: كان اسمه مالك بن الصيف. وقال بعضهم: كان اسمه فنحاص.
واختلفوا أيضا في السبب الذي من أجله قال ذلك. ذكر من قال: كان قائل ذلك مالك بن الصيف:
10544 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سيعد بن جبير، قال: جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف يخاصم النبي (ص)، فقال له النبي (ص): أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى، أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ وكان حبرا سمينا، فغضب فقال: والله ما أنزل الله على بشر من شئ فقال له أصحابه الذين معه: ويحك ولا موسى؟ فقال: والله ما أنزل الله على بشر من شئ فأنزل الله: وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى... الآية.
10545 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، قوله: وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قال:
نزلت في مالك بن الصيف كان من قريظة من أحبار اليهود قل يا محمد من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس... الآية.