لديهم من قوة وقدرة، ويتصاعد انحرافهم إلى الشرك وعبادة الأصنام والكفر وإنكار المعاد، لأنهم يعبدون القدرة المادية ويجعلونها صنما دون سواها.
3 2 - دروس وعبر هذا المصير المقترن بالعبرة والذي ذكر هنا بشكل سريع يتضمن بالإضافة إلى الدرس الآنف، دروسا أخرى ينبغي أن نتعلمها، وهذه الدروس هي:
أ: مهما كانت نعم الدنيا المادية كبيرة وواسعة، فإنها غير مطمئنة وغير ثابتة، فصاعقة واحدة تستطيع في ليلة أو في لحظات معدودة أن تبيد البساتين والمزارع التي يكمن فيها جهد سنين طويلة من عمر الإنسان، وتحيلها إلى تل من تراب ورماد وأرض يابسة زلقة.
إن زلزلة واحدة خفيفة يمكن أن تقضي على العيون الفوارة التي هي الأصل في هذه الحياة، بالشكل الذي لا يمكن معه ترميمها أبدا.
ب: إن الأصدقاء الذين يلتفون حول الإنسان بغرض الإفادة من إمكاناته المادية هم بدرجة من اللامبالاة وعلى قدر من الغدر والخيانة بحيث أنهم يتخلون عنه في نفس اللحظة التي تزول فيها إمكاناته المادية ويتركونه وحيدا لهمومه: ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله.
هذا النوع من الأحداث الذي طالما سمعنا ورأينا له نماذج تبرهن على أن الإنسان لا يملك سوى التعلق بالله وحده، وأن الأصدقاء الحقيقيين والأوفياء للإنسان هم الذين تصنعهم الروابط والعلائق المعنوية، إذ يستمر ود هؤلاء في حال الفقر والثروة، في الشباب والشيبة، في الصحة والمرض، في العز والذلة، بل وتستمر مودة هؤلاء إلى ما بعد الموت!
ج: لا فائدة من الصحوة بعد نزول البلاء:
لقد أشرنا مرارا إلى أن اليقظة الإجبارية لدى الإنسان ليست دليلا على يقظة