3 2 - ماذا تعني كلمة " نادى "؟
في قوله تعالى إذ نادى ربه نداء خفيا طرح هذا السؤال بين المفسرين، وهو أن " نادى " تعني الدعاء بصوت عال، في حين أن " خفيا " تعني الإخفات وخفض الصوت، وهذان المعنيان لا يناسب أحدهما الآخر.
إلا أننا إذا علمنا أن " خفيا " لا تعني الإخفات، بل تعني الإخفاء، فسيكون من الممكن أن زكريا حين خلوته، حيث لا يوجد أحد سواه، كان ينادي ويدعو الله بصوت عال.
والبعض قال: إن طلبه هذا كان في جوف الليل حيث كان الناس يغطون في النوم (1).
والبعض الآخر اعتبر قوله تعالى: فخرج على قومه من المحراب التي ستأتي في الآيات التالية، دليلا على وقوع هذا الدعاء في الخلوة (2).
3 3 - ويرث من آل يعقوب إن زكريا قال: ويرث من آل يعقوب، وذلك لأن زوجته كانت خالة مريم أو عيسى، ويتصل نسبها بيعقوب، لأنها كانت من أسرة سليمان بن داود، وهو من أولاد يهودا بن يعقوب (3).
* * *