والخلاصة، أننا لا نجد من الناس بصورة عامة من لا يلجأ إلى الله ولا يخضع له عندما تضغطه المشاكل الحادة والصعبة، ولكن ينبغي أن نعرف أن الوعي وذكر الله تعالى في مثل هذه الظروف في مثل هذه والذي نستطيع أن نصفه بالوعي الإجباري، هو وعي عديم الفائدة.
إن المؤمنين والمسلمين الحقيقيين، يذكرون الله في الراحة والبلاء والسلامة والمرض والفقر والغنى، في السجن وعلى كرسي الحكم، وفي أي وضع كان. إن تغيير الأوضاع وتبدل الحالات لا يغير هؤلاء. إن أرواحهم كبيرة بحيث تستوعب كل هذه الأمور، مثلهم في ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام)، حيث كانت عبادته وزهده ومتابعته لأمور الفقراء لا تختلف عند وجوده في السلطة، أو عندما كان جليس بيته.
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) - يقول في وصف المتقين: " نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء " (1).
وخلاصة القول: إن الإيمان وارتباط بالله وعبادته والتوسل به والتوبة إليه والتسليم له سبحانه وتعالى، كل هذه الأمور تكون مهمة وثمينة وذات أثر عندما تكون دائمية وثابتة، أما الإيمان الموسمي والتوبة والعبادات الموسمية، والتي تفرضها حالات خاصة يمر بها الإنسان ويبغي من خلالها جلب بعض المنافع له، فليس لها أثر ولا قيمة. والآيات القرآنية توبخ أمثال هؤلاء الأشخاص دائما.
3 2 - لا يمكن الهروب من حكومة الله البعض يتوجه إلى الله (مثل عبدة الأصنام في الجاهلية) عندما يكون في وسط البحر أو عندما يكون على هاوية السقوط والخطر أو في حال مرض