تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٩
الصلاة وآتوا الزكاة " أنتم والله أنتم والله أهل هذه الآية (1).
يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن مالك الجهني قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مالك اما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا وتدخلوا الجنة (2) فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله: يخشون الكفار أن يقتلوهم، كما يخشون الله أن ينزل عليهم بأسه.
و " إذا " للمفاجأة، جواب " لما " و " فريق " مبتدأ " منهم " صفته " يخشون " خبره " كخشية الله " من إضافة المصدر إلى المفعول وقع موقع المصدر، أو الحال من فاعل " يخشون " على معنى يخشون مثل أهل خشية الله منه.
أو أشد خشية: عطف عليه إن جعلته حالا، مصدرا فلا، لان أفعل التفضيل إذا نصب ما بعده لم يكن من جنسه، بل هو معطوف على اسم الله، أي كخشية الله، أو كخشية أشد خشية منه على الفرض، اللهم إلا أن يجعل الخشية ذات خشية، كقولهم: جد جده، على معنى يخشون الناس خشية مثل خشية الله، أو خشية أشد خشية من خشية الله.
وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا أجل قريب: استزادة في مدة الكف عن القتال حذرا عن الموت.
ويحتمل أنهم ما تفوهوا به، ولكن قالوه في أنفسهم، فحكى الله عنهم (3).
وفي تفسير العياشي عنه: " كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة " قال: نزلت في الحسن بن علي أمره الله بالكف " فلما كتب عليهم القتال " نزلت في الحسين بن علي كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن يقاتلوا معه (4).

(١) الكافي: ج ٨ ص ٢٨٩ ح ٤٣٤ س ٢.
(٢) الكافي: ج ٨ ص ١٤٦ ح ١٢٢.
(٣) من قوله (وإذا للمفاجأة) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢٣١.
(٤) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٥٨ ح 198.
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»
الفهرست