ما أصابك: يا إنسان.
من حسنة: من نعمة.
فمن الله: تفضلا، فإن كل ما يفعله الانسان من عبادة فلا يكافئ صغرى نعمة من أياديه.
وما أصابك من سيئة: من بلية.
فمن نفسك: لأنها السبب فيها، لاستجلابها بالمعاصي، وهو لا ينافي قوله:
" كل من عند الله " فإن الكل منه إيجادا وإيصالا، غير أن الحسنة إحسان والسيئة مجازاة وانتقام، قال الله: " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: عن الصادقين (عليهما السلام) أنهم قالوا: إن الحسنات في كتاب الله على وجهين، أحدهما الصحة والسلامة والامن والسعة في الرزق، والآخر الافعال كما قال: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " (2) وكذلك السيئات، فمنها الخوف والمرض والشدة، ومنها الافعال التي يعاقبون عليها (3).
وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كما أن بادي النعم من الله (عز وجل) وقد نحلكموه، فكذلك الشر من أنفسكم، وإن جرى به قدره (4).
وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): قال الله: ابن آدم بمشيئتي كنت، أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي، جعلتك سميعا بصيرا قويا، ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذاك أني أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني،