لأن السور كالمنازل والمراتب يترقى فيها القارئ أولها مراتب في الطول والقصر والفضل والشرف وثواب القراءة وإن جعلت مبدلة من الهمزة فمن السورة التي هي البقية والقطعة من الشيء والحكمة في تقطيع القرآن سورا إفراد الأنواع وتلاحق الأشكال وتجاوب النظم وتنشيط القارئ وتسهيل الحفظ والترغيب فيه فإنه إذا ختم سورة نفس ذلك عنه كالمسافر إذا علم أنه قطع ميلا أو طوى بريدا والحافظ متى حذفها اعتقد أنه أخذ من القرآن حظا تاما وفاز بطائفة محدودة مستقلة بنفسها فعظم ذلك عنده وابتهج به إلى غير ذلك من الفوائد. * (من مثله) * صفة سورة أي بسورة كائنة من مثله والضمير لما نزلنا ومن للتبعيض أو للتبيين وزائده عند الأخفش أي بسورة مماثلة للقرآن العظيم في البلاغة وحسن النظم أو لعبدنا ومن للابتداء أي بسورة كائنة ممن هو على حاله عليه الصلاة
(٢٣١)