تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٤١
[أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم - حسنة - يقولوا - هذه - من عند الله - وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل - من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا (78) ما - أصابك - من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا (79)] أينما تكونوا يدرككم الموت: وقرئ بالرفع على حذف الفاء، أو على أنه كلام مبتدأ، و " أينما " متصل بلا تظلمون.
ولو كنتم في بروج مشيدة: في قصور أو حصون مرتفعة، والبروج في الأصل بيوت على أطراف القصر، من تبرجت المراة، إذا ظهرت.
وقرئ مشيدة بصيغة اسم الفاعل، وصف لها بوصف فاعلها، كقولهم: قصيدة شاعرة ومشيدة، من شاد القصر، إذا رفعه.
لو إن تصبهم حسنة: نعمة، كخصب.
يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة: أي بلية، كقحط.
يقولوا هذه من عندك: يطيروا بك، ويقولون: إن هي إلا بشؤمتك، كما قالت اليهود حين دخل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة نقصت ثمارها وغلت قل كل من عند الله: يبسط ويقبض حسب إرادته.
فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا: يوعظون به، وهو القرآن، فإنهم لو فهموه وتدبروا معانيه، لعلموا أن الكل من الله، أو حديثا ما، كبهائم لا أفهام لها، أو حادثا من صروف الزمان، فيتفكروا فيها، فيعلموا أنه الباسط والقابض.
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 ... » »»
الفهرست