تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٨
وكفى بالله عليما: بجراء من أطاعه، أو بمقادير الفضل واستحقاق أهله.
وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال حدثني عبيد بن كثير معنعنا، عن اصبغ بن نباتة قال: لم هزمنا أهل البصرة جاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى استند إلى حائط من حيطان البصرة واجتمعنا حوله وأمير المؤمنين راكب والناس نزول فيدعوا الرجل باسمه فيأتيه حتى وافاه بها نحو ستين شيخا كلهم قد صفروا اللحى وعقصوها وأكثرهم يومئذ من همدان، فأخذ أمير المؤمنين في طريق من طرق البصرة ونحن معه وعلينا الدروع والمغافر متقلدين السيوف متنكبي الا ترسة حتى انتهى إلى دار قوز فدخلنا فإذا فيها نسوة يبكين فلما رأينه صحن صيحة واحدة وقلن: هذا قاتل الا حبة، الا حبة، فأسكت عنهم ثم قال: أين منزل عائشة فأومؤوا إلى حجرة في الدار فحملنا عليا عن دابته فأنزلناه فدخل عليها فلم أسمع من قول علي شيئا إلا أن عائشة امرأة كانت عالية الصوت فسمعت كهيئة المعاذير إني لم أفعل، ثم خرج علينا أمير المؤمنين (عليه السلام). فحملنا عليا على دابته فعارضت امرأة من قبل الدار فقال: أين صفية؟ قالت: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: ألا تكفيني عني هؤلاء الكبات التي يزعمن أني قتلت الا حبة، لو قتلت الا حبة لقتلت من في تلك الدار وأو ماء بيده إلى ثلاث حجر في الدار فضربنا بأيدينا على قوائم السيوف وضربنا بأبصارنا إلى الحجر التي أو ماء إليها فوالله ما بقيت في الدار باكية إلا سكتت ولا قائمة إلا جلست قلت: يا أبا القاسم فمن كان في تلك الثلاث حجر؟ قال: أما واحدة فكان فيها مروان بن الحكم جريحا ومعه شباب قريش جرحى، وأما الثانية فكان فيها عبد الله بن زبير ومعه آل الزبير جرحى، وأما الثالثة فكان فيها رئيس أهل البصرة يدور مع عائشة أينما دارت قلت: يا أبا القاسم هؤلاء أصحاب القرحة فهلا ملتم عليهم بهذه السيوف قال ابن أخي أمير المؤمنين: كان اعلم منك وسعهم أمانه إنا لما هزمنا القوم نادى مناديه لا يدفف على جريح ولا يتبع مدبر ومن ألقى سلاحه فهو آمن سنة يستن بها بعد يومكم هذا ثم مضى ومضينا معه حتى انتهينا العسكر فقام إليه ناس من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) منهم أبو أيوب الأنصاري وقيس بن سعد وعمار بن ياسر وزيد بن حارثة وأبو ليلى فقال: ألا
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»
الفهرست