تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٤
ملكا عظيما " يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك ههنا هو الطاعة (1).
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن الفضل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام):
فإن الله (تبارك وتعالى) لم يجعل العلم جهلا، ولم يكل أمره إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه أرسل رسلا من ملائكته إلى نبيه فقال ل كذا وكذا، وأمره بما يحبه ونهاه عما يكره، فقص عليه ما قبله وما خلفه بعلم، فعلم ذلك العلم أنبياءه وأولياءه وأصفياءه من الآباء والاخوان بالذرية التي بعضها من بعض، وذلك قوله (عز وجل): " ولقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " فأما الكتاب فالنبوة، وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء والأصفياء، وقال (عليه السلام) فيه أيضا: إنما الحجة في ال إبراهيم لقول الله (عز وجل): " ولقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " والحجة الأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء حتى يقوم الساعة (2).
وفي روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد ابن الفضل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله سواء (3).
وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري معنعنا، عن إبراهيم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ما تقول في هذه الآية: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " قال: نحن الناس الذي قال الله، ونحن المحسودون، ونحن أهل الملك، ونحن ورثنا النبيين، وعندنا عصا موسى، وإنا لخزان الله في الأرض، لا بخزان ذهب ولا فضة، وإن منا رسول الله (صلى الله عليه وآله

(١) عيون أخبار الرضا: ج ١ ص ٢٣٠ باب ٢٣ ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة، ح ١ ص ٩.
(٢) كما الدين وتمام النعمة: ج ١ ص ٢١٧ باب ٢٢ اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) وأن الأرض لا تخلو من حجة الله (عز وجل) على خلقه إلى يوم القيامة، ح ٢ ص ١٨.
(٣) الكافي: ج ٨ ص ١١٧، حديث آدم مع الشجرة، ح 92 س 14.
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»
الفهرست