تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٣
العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله (عز وجل): " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرون في آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال: قلت: " وأتيناهم ملكا عظيما " قال: الملك العظيم أن جعفر فيهم أئمة من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم (1).
وفي عيون الأخبار: في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في وصف الإمامة والامام، قال (عليه السلام): إن الأنبياء والأئمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه مالا يؤتيهم غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم في قوله (عز وجل): " أفمن يدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدى إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون " (2) وقال (عز وجل) لنبيه: " وكان فضل الله عليك عظيما " (3) وقال (عز وجل) في الأئمة من أهل بيته وعترته وذريته: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " (4).
وفيه في باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة، حديث طويل، وفيه: فقال له المأمون: فضل الله العترة على الناس؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن الله تعالى بان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه، فقال له المأمون أين ذلك من كتاب الله تعالى؟ فقال له الرضا (عليه السلام): في قوله تعالى: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض " (5) وقال (عز وجل) في موضع آخر: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم

(١) الكافي: ج ١ ص ٢٠٦ كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عز وجل)، ح ٥.
(٢) يونس: ٣٥.
(٣) النساء: ١١٣.
(٤) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج ١ ص ٢٢١ باب ٢٠ ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في وصف الإمامة والامام وذكر فضل الامام ورتبته، ح ١ س ٥.
(٥) آل عمران: ٣٣.
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»
الفهرست