[من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (46)] بأعدائكم: وقد أخبركم بعداوة هؤلاء وما يريدون بكم، فاحذروهم.
وكفى بالله وليا: يلي أمركم.
وكفى بالله نصيرا: يعينكم، فثقوا عليه، واكتفوا به عن غيره.
والباء تزاد في فاعل " كفى " ليؤكد الاتصال الاسنادي بالاتصال الإضافي.
من الذين هادوا: بيان للذين أوتوا نصيبا. أو لأعدائكم، أو صلة ل (نصير) أي ينصركم من الذين هادوا ويحفظكم منهم على الاحتمال الأول، وخبر مبتدأ محذوف بناء عليه، أو على ما في تفسير علي بن إبراهيم وصفة ذلك المبتدأ.
يحرفون الكلم عن مواضعه: أي من الذين هادوا قوم " يحرفون الكلم " أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها، بإزالته عنها وإثبات غيره فيها، كما حرفوا في وصف محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (أسمر ربعة) عن موضعه في التوراة ووضعوا مكانه (ادم طوال) (1) أوا يؤولونه على ما يشتهون، فيميلونه عما أنزل الله فيه.
ويقولون سمعنا: قولك.
وعصينا: أمرك.