تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٩
[يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا (42)] يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض: بيان لحالهم حينئذ، أي يود الذين كفروا بمعصية الرسول في ذلك الوقت أن تسوى بهم الأرض كالموتى، أو لم يبعثوا، أو لم يخلقوا، وكانوا هم والأرض سواء.
ولا يكتمون الله حديثا: عطف على " يود " أي يومئذ لا يقدرون على كتمان حديث من الله، لان جوارحهم تشهد عليهم.
وقيل: الواو للحال، أي يودون أن تسوى بهم الأرض وحالهم أنهم لا يكتمون من الله حديثا ولا يكذبونه بقولهم: " والله ربنا ما كنا مشركين " يشتد عليهم الامر من شهادة جوارحهم فيتمنون أن تسوى بهم الأرض.
وفي تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن جده، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) في خطبة يصف فيها هول يوم القيامة ختم على الأفواه فلا تكلم، وتكلمت الأيدي وشهدت الأرجل ونطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: يتمنى الذين غصبوا أمير المؤمنين (عليه السلام) أن تكون الأرض ابتلعتهم في اليوم الذي اجتمعوا فيه على غصبه، وأن لا يكتموا ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه (2).
وقرأ نافع وابن عامر " تسوى " على أن أصله تستوي فأدغمت التاء في السين.
وحمزة والكسائي تسوى على حذف التاء الثانية، يقال: سويته فتسوى (3).

(١) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٤٢ ح 133.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 139 س 9 في تفسيره لآية 49 من سورة النساء.
(3) وقرئ تسوى بتشديد السين والواو وفتح التاء. وتسوى بتخفيف السين وافتح التاء. فمن قرأ بتشديد السين والواو كان التقدير فيه (تتسوى) فأبدلت التاء الثانية سينا لقرب مخرجهما وأدغمت السين في السين. ومن قرئ تسوى بتخفيف السين حذف إحدى التائين (البيان لابن الأنباري: ص 254).
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»
الفهرست