تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٢٢
والآية تدل على أن الطريق إلى معرفة الله تعالى والعلم بوحدانيته واستحقاقه للعبادة النظر في صنعه والاستدلال بأفعاله وأن العبد لا يستحق بعبادته عليه ثوابا فإنها لما وجبت عليه شكرا لما عدده عليه من النعم السابقة فهو كأجير أخذ الأجر قبل العمل. * (الذي جعل لكم الأرض فراشا) * صفة ثانية أو مدح منصوب أو مرفوع أو مبتدأ خبرهفلا تجعلوا وجعل من الأفعال العامة يجيء على ثلاثة أوجه بمعنى صار وطفق فلا يتعدى كقوله (فقد جعلت قلوص بني سهيل من الأكوار مرتعها قريب) وبمعنى أوجد فيتعدى إلى مفعول واحد كقوله تعالى * (وجعل الظلمات والنور) * وبمعنى صير ويتعدى إلى مفعولين كقوله تعالى * (جعل لكم الأرض فراشا) * والتصيير يكون بالفعل تارة وبالقول أو العقد أخرى ومعنى جعلها فراشا أن جعل بعض جوانبها بارزا ظاهرا عن الماء مع ما في طبعه من الإحاطة بها وصيرها متوسطة بين الصلابة
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»