تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٥
قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يمصون الثماد (1) ويدعون النهر العظيم، قيل له:
وما النهر العظيم؟ قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله). والعلم الذي أعطاه الله (عز وجل) جمع لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قيل له: وما تلك السنن؟ قال: علم النبيين بأسره، وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صير ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له رجل: يا بن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): اسمعوا، إن الله يفتح مسامع من يشاء، إني حدثت أن الله جمع لمحمد (صلى الله عليه وآله) علم النبيين وأنه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيين (2).
ويتوب عليكم: ويغفر لكم ذنوبكم، أو يرشد كم إلى ما يمنعكم عن المعاصي ويحثكم على التوبة، أو إلى ما يكون كفارة لسيئاتكم.
والله عليم: بها.
حكيم: في وضعها.

(١) قوله: (يمصون الثماد) الثمد، ويحرك، وككتاب، الماء القليل الذي لا مادة له، أو ما يبقى في الجلد، وهو الأرض الصلبة، أو ما يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف. وفيه تمثيل حيث شبه الحق في تركهم العلم الكثير الصافي والاخذ بالعلم القليل الذي لا مادة له، وهو ينجر بالآخرة إلى الخلط بالشبهات والمفتريات بالعطاش الذين تركوا الماء الكثير الصافي والنهر العظيم الذي له مادة ومصوا الماء القليل الذي لا مادة له، ولا محالة ينتهي. مصهم إلى شرب الماء المختلط بالطين البالغ إلى حد لا يسمى ماء.
وقوله: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صير ذلك كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) بعضه في حال حياته وبعضه عند موته لما ثبت أنه علمه عند تغسيله علوما كثيرة، أو كله في حياته، وما علمه بعد موته كان من العلوم المختصة به (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يكن لسائر الأنبياء.
وقوله: (إن الله يفتح مسامع من يشاء)، في الفائق: المسامع جمع مسمع، وهو آلة السمع، أو جمع السمع على غير قياس كمشابه وملامح في جمع شبه ولمحة (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني:
ج ٥ ص ٣٤٧).
(٢) الكافي: ج ١ ص ٢٢٢ كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم، ح 6.
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»
الفهرست