تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٨
وعنده وفاء، ولو طاف على أبواب الناس، فردوه باللقمة واللقمتين والتمرة والتمرتين، إلا أن يكون له ولي يقضي دينه من بعده، ليس منا من ميت إلا جعل الله له وليا يقوم في عدته ودينه، فيقضي عدته ودينه (1).
وقرأ الكوفيون " تجارة " بالنصب على كان الناقصة وإضمار الاسم، أي إلا أن تكون التجارة، أو الجهة تجارة (2).
ولا تقتلوا أنفسكم: قيل: بالنخع (3) كما يفعله أهل الهند أو بالقاء النفس إلى التهلكة. أو بارتكاب ما يؤدي إلى قتلها، أو باقتراف ما يذللها ويرديها، فإنه القتل الحقيقي للنفس.
وقيل: المراد بالأنفس من كان على دينهم، فإن المؤمنين كنفس واحدة (4).
في تفسير علي بن إبراهيم: كان الرجل إذا خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغزو، يحمل على العدو وحده من غير أن يأمره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنهى الله أن يقتل نفسه من غير أمره (5).
في مجمع البيان: عن الصادق (عليه السلام): إن معناه لا تخاطروا بنفوسكم في القتال، فتقاتلوا من لا تطيقونه (6).
وفي تفسير العياشي: عنه (عليه السلام) كان المسلمون يدخلون على عدوهم في

(١) الكافي: ج ٥ ص ٩٥ كتاب المعيشة، باب قضاء الدين ح ٢.
(٢) قرئ، تجارة بالرفع والنصب، فالرفع على أنها فاعل (تكون) وهي التامة ولا تفتقر إلى خبر، والنصب على أنها خبر (تكون) وهي الناقصة، وهي تفتقر إلى اسم وخبر، واسمها مضمر فيها، والتقدير فيه، إلا أن تكون التجارة، تجارة. وأن في قوله (إلا أن) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع (البيان) لابن الأنباري: ج ١ ص ٢٥١).
(٣) النخع أشد القتل، حتى يبلغ الذبح النخاع وهو الخيط الأبيض الذي في فقار الظهر، ويقال له خيط الرقبة (النهاية: ج 5 ص 33 لغة نخع).
(4) قاله البيضاوي: ج 1 ص 216 في تفسيره للآية 29 من سورة النساء.
(5) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 136 في تفسيره لآية 29 من سورة النساء.
(6) مجمع البيان: ج 3 ص 37 عند تفسيره لآية 29 من سورة النساء، قال: (ورابعها) ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أن معناه إلخ.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»
الفهرست