تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٦
وفي الحديث السالف ما يرد هذا الأخير.
وفي أصول الكافي: حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يسأل الله (عز وجل) من فضله افتقر (1).
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن ميسر (2) بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا ميسر ادع، ولا تقل الامر قد فرغ منه، إن عند الله (عز وجل) منزلة لا تنال إلا بمسألة، ولو أن عبدا سد فاه ولم يسأل لم يعط شيئا، فسل تعط، يا ميسر ليس من باب يقرع ألا يوشك أن يفتح لصاحبه (3) (4).
وفي فروعه: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ليس من نفس إلا وقد فرض الله (عز وجل) لها رزقا حلالا يأتيها في عافية، وعرض لها بالحرام من وجه آخر، فإن هي تناولت شيئا من الحرام قاصها به من الحلال الذي فرض لها، وعند الله سواهما فضل كثير، وهو قوله (عز وجل): " واسألوا الله من فضله " (5).
وفي من لا يحضره الفقيه: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله (تبارك وتعالى) أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، أبغض (عز وجل) المسألة، وأحب لنفسه أن يسأل، وليس شئ أحب إليه من أن يسأل، فلا يستحي أحدكم أن

(١) الكافي: ج ٢ ص ٤٦٧ كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، ح ٤.
(٢) ميسر هذا بضم الميم الياء المثناة التحتانية وكسر العين المهملة، وربما يضبط بفتح الميم.
(٣) لما أبي الله سبحانه أن يجري الأشياء إلا بالأسباب، ومن جملة الأسباب لبعض الأمور الدعاء، فمن لم يدع لم يعط ذلك الشئ، وهذا معنى قوله (عليه السلام): إن عند الله منزلة إلى قوله: لم يعط شيئا (الوافي: ص ٢٢٠ باب فضل الدعاء والحث عليه).
(٤) الكافي: ج ٢ ص ٤٦٧ كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، ح ٣.
(٥) الكافي: ج ٥ ص ٨٠ كتاب المعيشة باب الاجمال في الطلب، ح 2.
(٤٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 ... » »»
الفهرست