[وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحد هم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما (18)] فلا يجدي ندمه في ذلك الآن، فلا يقبل توبته.
والمؤيد لهذا الجمع أنه رتب الحكم في الآية على العمل، وقال: " الذين يعملون السوء بجهالة " وفي الخبر على صفة العلم، فيعلم أن منشأ العصيان إذا كان العمل فهو قابل للتوبة وقبولها، وإذا كان منشأه العلم ليس بهذه المثابة.
قيل: ومن لطف الله بالعباد أن أمر قابض الأرواح بالابتداء في نزعها من أصابع الرجلين، ثم يصعد شيئا فشيئا إلى أن يصل إلى الصدر، ثم ينتهي إلى الحلق، ليتمكن في هذه المهلة من الاقبال بالقلب على الله تعالى، والوصية والتوبة ما لم يعاين، والاستحلال، وذكر الله سبحانه، فيخرج روحه وذكر الله على لسانه فيرجي بذلك حسن خاتمته، رزقنا الله ذلك بمنه وكرمه (1).
فأولئك يتوب الله عليهم: وعد بالوفاء بما وعد به، وكتب على نفسه من قبول التوبة.
وكان الله عليما: يعلم إخلاصهم بالتوبة.
حكيما: لا يعاقب التائب.
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن: